
حوار – بيتر مكرم:
شارك الفنان تامر القاضي في بعض الأعمال السينمائية والدرامية منذ عام 2004 منها فيلمي «نمس بوند وبدون رقابة» ومسلسلات مثل «هبة رجل الغراب، والفوريجي، وآدم»، كما أنه عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الإسكندرية، والتقت «المنتدى» بـ«القاضي» على هامش إحدى فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة، والذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية بالتعاون مع أكاديمية الفنون، مشيرًا إلى ضرورة رفع سقف الحرية عن الفن، وجاء نص الحوار كالآتي:
• ما رأيك في المهرجانات الفنية التي ينظمها طلاب المسرح؟
هذه المهرجانات نشاط طلابي، وهو جزء مهم من العملية التعليمية لأن الطالب يحقق فيه ذاته بدون أي توجيهات أو رقابة عليه من سلطة أعضاء هيئة التدريس، فيستطيع ترك العنان لإبداعه، ويمارسه بشكل حر، ويكتشف قدراته الحقيقية، ولكن لست مؤيد لكثرة المهرجانات لأنها تفعل حالة من التشتت وتؤثر على جودة التعليم.
وأقترح أن يكون في الفصل الدراسي الأول مهرجانين والثاني أيضًا كذلك، ويكون بينهم مسافة، ويتم مراعاة التنوع في المشاركين في المهرجانات لأن فلسفتها هي أن يتم إعطاء فرصة للطلاب باختلاف قدراتهم ليتم اكتشاف إبداعتهم وقدراتهم، لكن مشاركة نفس الطلاب كل مرة بالمهرجانات لم تحقق الجدوى المطلوبة منها.
وأرفض فكرة المهرجانات التي تَقام في الإجازات الرسمية للطلاب لأن الإجازة هي المتنفس الذي يجعل الطالب يجدد نشاطه مرة أخرى، وينتبه إلى حياته الخاصة، فعلى سبيل المثال المعهد العالي للفنون المسرحية في الإسكندرية ينظم 7 مهرجانات، واعتبر هذا العدد كبير وأرى أن عدد 4 مهرجانات كافي جدًا ويكونوا خارج الإجازات الرسمية، فالكيف بالنسبة لي أهم من الكم.
• ما سبب قلة أدوارك في الفترة الأخيرة؟
لأنني كنت باحث دكتوراه فذلك كان يحتاج إلى تركيز مني أكثر، مما جعلني أغيب عن السوق، ولكني عدت مرة أخرى بدوري في مسلسل «أعمل إيه»، بطولة الفنان خالد الصاوي، وإخراج أحمد عبد الحميد، وسيناريو محمد الحناوي، وأتمنى أن أعود مرة أخرى للتمثيل بعدما انتهيت من رسالة الدكتوراه منذ 3 أشهر، حيث أستطيع التوازن بين التدريس بالمعهد والتمثيل.
• أيهما تفضل التمثيل أم التدريس الأكاديمي؟
حاليًا أفضل التمثيل لكني سأكتشف الحياة الأكاديمية كمدرس بالمعهد، هل سأستمتع بوضع منهجي الخاص ام لا، وأيضًا توجد عوامل خارجة عني وهي أن الإنتاج الفني أصبح قليلًا نظرًا لأنه مقتصر على أفراد ومؤسسات معينة، فليس هناك حرية للاختيار فأنتظر ما سيختاره الله لي.
• هل توجد معايير معينة لانتقاء أدوارك؟
نعم، وأول معيار هو أن اقتنع بالدور وأحبه، والثاني أن أستطيع تحقيق ذاتي في الدور وأضيف له، ولكن إذا كان الدور لا يمثلني ولا يمثل أفكاري مستحيل ألعبه، والمعيار الثالث هو جودة العمل، وذلك أكتشفها من ناحيتين هم اسم المخرج واسم المؤلف، فإذا كانوا ممتازين أو أتمنى العمل معهم سأشارك بالعمل.
• هل من الممكن أن تعمل مع مخرجين أو مؤلفين في بدايتهم.
بالطبع إذا كان السيناريو جيد، وأيضًا العناصر الأخرى مثل كاتب السيناريو ومدير التصوير يكونوا جيدون، وذلك ممكن أعرفه من مشاهدة سابقة أعمال لهم.
• هل كانت توجد لديك هذه المعايير في بداية مشوارك؟
لا، كنت أقبل بأي شئ لأني كنت أريد أي فرصة، لو كنت وضعت محاذير لنفسي كنت سأرفض، لكنني أرى أن الفن حرية وانطلاق وإبداع بدون قيود فأنا مستعد لأي دور.
• ما هي أقرب الأدوار إليك؟
الأقرب لي ككوميدي دوري في مسلسل قشطة وعسل «ميدو السيد قطشة»، والأقرب لي كتراجيدي دوري في مسلسل طيري يا طيارة.
• هل يوجد مخرجون وممثلون تتمنى العمل معهم مستقبلًا؟
أنا عملت مع المخرج محمد سامي في مسلسلين هم «آدم، ومع سبق الإصرار»، وأتمنى العمل معه ثانيًا، كما أتمنى العمل مع المخرجين «محمد شاكر خضير، وتامر محسن»، ومن الممثلين أتمنى العمل مع يحيى الفخراني، وماجد الكدواني، وكريم عبد العزيز.
• هل تحب الأدوار الكوميدي أم التراجيدي؟
أحب الإثنين ولكن الكوميدي يجذبني أكثر، وأشعر أنه صعب بأن تضحك شخص وتكون لطيف وليس ظريف، فهي معادة صعبة، لكنني أحب الدور إذا لمسني.
• ما الذي يفعله الممثل منذ أن يبدأ بأدوار صغيرة حتى أن يصل لدور البطولة؟
هي معادلة ليس لها حسبة أو خطوات محددة إذا سار عليها الممثل أصبح نجم، ولا النجم له مواصفات لأن كل زمان له نجومه وكل نجم له تجربته الخاصة.
• ماذا يمثل لك عدم ترشيح فيلم مصري لجائزة الأوسكار لعام 2023؟
هذا دق لناقوس الخطر على السينما المصرية، فكون أن لجنة اختيار أفلام الأوسكار لم يرقى لها اختيار فيلم مصري لترشيحه لجائزة الأوسكار فهذه كارثة بكل المقايييس، ويعبر عن حال السينما في مصر.
• ما هو الحل لتفادي هذا الخطر على حد وصفك؟
من وجهة نظري يجب إلغاء الرقابة تمامًا عن السينما، والإبداع يكون بلا قيود، فلا ينفع أن نقول لصناع الأعمال الفنية ما هي المواضيع المسموح وغير المسموح بتناولها أو وجود إرهاب من فكرة إذا كانت الرقابة ستوافق على العمل أم لا، فعندما أجد فيلم مثل «ريش» يحدث عليه هجوم بسبب إظهاره لمشاهد الفقر بالرغم من أنه أخذ جوائز، فإذا أحببت أن أرفع سقف الحرية أكثر ما الذي سيحدث؟
• ما هي رؤيتك لمسقبل الفن في مصر؟
الرؤية ضبابية وكلما أفكر في المستقبل أخاف، ولكن بما أن دوام الحال من المحال فالوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، فيجب أن ينتهي احتقار الإنتاج الفني ويرتفع سقف الحرية، وكل الشركات تعود للإنتاج مرة أخرى، وتُخفض لأسعار التصوير في الشارع والأماكن العامة في مصر، ويُسهل الإنتاج، وفك القيود عن الفن من الرقابة ليتغير وضعه لكن إذا لم يتغير كل ذلك فالوضع مستمر ومخيف.
• إلى ماذا تُرجع وجود القيود على الفن حاليًا؟
أُرجع ذلك إلى سياسة الدولة المصرية.
• هل يوجد أعمال مستقبلية لك؟
في الوقت الحالي لا لأني كنت أركز على الدكتوراه فلم أسعى بالشكل اللازم نحو التمثيل في هذه الفترة.
• كيف يمكن أن يسعى الممثل في البداية للحصول على أدوار؟
توجد وسائل كثيرة لذلك منها أن تذهب لأماكن التصوير للتعرف على صناع الأعمال الفنية، وتذهب لأماكن الكاستينج، أو التواصل مع المخرجين والمنتجين أو أن يراك أحد بالصدفة في عرض مسرحي، وغيرها من الوسائل، ووقت أن تحقق الانتشار المطلوب ويريدك الجمهور يصلك السيناريو وأنت في منزلك.
• هل تفضل التمثيل بالمسرح أم في السينما والدراما؟
التمثيل بالنسبة لي واحد، لكن الفرق في أن المسرح يحتاج إلى مجهود أكبر من التلفزيون والسينما، وأتمنى أن أعمل بالسينما في موسم والمسرح في موسم آخر.