https://www.googletagmanager.com/ns.html?id=GTM-KQN7VXH
مقالات

«ولنا في الامتنان حياة»

بقلم – غادة عبده:

هل تعلم مدى أهمية الامتنان لنجاح العلاقات الإنسانية؟.. إن إظهار الامتنان للآخر يوطد العلاقات الإنسانية سواء في الحياة الشخصية أو العملية، فكل منا مثقل قلبه وعقله بالهموم والعناء، ويمر بكثير من المحن والإبتلاءات، ويشعر أنه منهك داخليًا، ويجاهد نفسه من أجل استجماع قواه، والظهور أمام الأخرين بكامل قوته.            

 ويخرج لعمله ويتعامل مع البشر باختلاف أنواعهم من اختلاف ثقافة وبيئة وتربية، وكم الجهد الذي يبذله من أجل ضبط النفس لإستيعاب كل هذه الاختلافات والتعامل معها، ويحاول بذل أقصى ما عنده من جهد من أجل أداء عمله على أكمل وجه، ومن أجل أن يرضى ربه وضميره، وكذلك من أجل أن يقدم العون والمساعدة لكل من يحتاج ذلك.

 فلو قدمنا الامتنان والتقدير لكل شخص في حياتنا ولو بكلمة بسيطة تشعره بالود لما يقدمه لنا، وإن كان من صميم عمله أو واجبه، لذابت كل المشاكل والاختلافات، ويصبح المجتمع قويًا مترابطًا ناجحًا على المستوى الشخصي والعملي.

فإن “الكلمة الطيبة صدقة” وتشعر الآخر بالسعادة وتعطيه الحافز لتقديم الأفضل، والعكس صحيح فعدم إظهار الامتنان والتقدير للآخر رغم عطائه، يشعره بالإحباط ويضعف قوته على البذل والعطاء.

وكم من بيوت هدمت بسبب عدم إظهار الامتنان والحب والود للآخر، ولا ألوم زوجًا أو زوجة يحزن عندما يجد نفسه يقدم سلسلة من العطاء والتضحية للآخر ولا يجد منه كلمة حب أو شكر أو أي تقدير معنوي ولو وردة، فالقلوب تروى بالمشاعر الطيبة وتزدهر، وتموت وتنكسر بقلة التقدير والامتنان.

 فالامتنان هو أن أشعرك بالتقدير لما تقدمه من عطاء وعناء واجتهاد، من أجل الآخرين في حياتك، واعلموا أن الامتنان ثقافة يجب أن تنتشر بين أفراد المجتمع سواء على الصعيد المهني أو الأسري، وتأكدوا أن المؤسسات التي تعمل على بث روح الامتنان في العمل، وتحفيز من يبذل العطاء ويجتهد سيجتهد أكثر وأكثر، وستنجح هذه المؤسسات.

بينما المؤسسات التي تساوي بين المجتهد والمخفق في عمله ستنهار تدريجيًا لأنها ستولد شعورًا بالمساواة بين الفشل والنجاح، بين العمل المتميز والأداء الضعيف، سيتحول جميع الناجحين أصحاب الضمير لديها لفاشلين، فهى عدوى ستنتشر عندما تسود المساواة بين النجاح والفشل، بين الاجتهاد والكسل.

وأخيرًا رسالة من القلب لكل أب وأم علموا أطفالكم معنى “الامتنان” والقدرة على قول شكرًا وممتن لك، ومقدر لحبك، ولتقديمك كل ما في وسعك من أجلي، لأن هؤلاء الأطفال هم الأزواج والزوجات والرؤساء والمديرون والمسؤلون في المستقبل، حتى ينشأ جيل ناجح في علاقاته الاجتماعية قادر على تكوين مؤسسات ناجحة وأسر مترابطة، محبة لبعضها البعض عندها القدرة على التعبير عن حبها، وامتنانها لعطاء الآخر، علموهم أن الحياة لا تدار إلا بالعطاء المتبادل والتوازن.

ممتنة لكل شخص بذل من أجلي كلمة طيبة، موقف جميل في وقت صعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى