ناقوس الخطر في آخِر الزمان

بقلم – غادة عبده:
لو علم البشر أنه مهما طالت أعمارهم فهي قصيرة جدًا، وأن ما يتصارعون من أجله زائلًا ولا يستحق أن يتحملوا نتائجه في الدار الآخرة، فالقصور والمناصب والأموال في الحياة الدنيا أنت تقضي حياتك في السعي من أجل الوصول إليها وتملُكها.
ولكن هل تعلم، أنك فى الحقيقة تتمتع بحق الانتفاع بها لعددٍ مُحددٍ من السنين وبعدها تتركها لغيرك وهكذا؟ إذًا أنت في الحقيقة أضعت ما هو دائمًا من أجل ما هو زائلًا، فأنت ستذهب للآخرة مُجردًا من كل ماهو مادي، وسيُغلق عليك بابًا في عالم أخر له حساباتٍ أخرى.
ستجد هناك قصورًا وأنهارًا بعملة أخرى، إنها الحسنات التي هي نتاج أفعالك في الدنيا، هنا لا مكانٍ لوزيرٍ ولا مسكينٍ إلا بالتقوى.
هنا ستجد ملاينًا من الحسنات فعلتها وليس لها أثر، فتسأل أين هي؟.. فيُجاب عليك ضاعت بظلمك وغيبتك لخلق اللَّه، ضاعت بمكيدةٍ صنعتها لصديق، ضاعت بكسرك لخواطر الناس.
ستجد أسبابّا كثيرةّ أطاحت بحسناتك، وأنت كنت تظن أنها أفعالًا بسيطةً وعاديةً، فكيف تكون الحياة بدون لذة الغيبة والنميمة ولذة الانتصار بعد كل مكيدة دبرتها لغيرك ونجحت فيها؟ ستجد نفسك تعتصر ألمًا ولكن انتهى الامتحان، سُحبت الورقة، وظهرت النتيجة.
وعلى العكس، من عاش بقلبٍ نقي خالٍ من الأحقاد جابرًا لخواطر العباد، عاش مُتألمًا نعم في الدنيا، لكنه سيجني ثمار تعبه هناك عند حكمٍ عدلٍ، يُضاعف الحسنات، يشكر العباد، يُكافئ بغير حساب، إنه ربٍ عظيم رحيم.
دق ناقوس الخطر، ونحن في آخِر الزمان، فستجد من يُصفق للظالم وينصره على المظوم، ومن يسرق حقوق الناس، ومن يصعد على نجاح غيره وينسبه لنفسه، ومن يقتُل أُمه ويبيع شرفه ويُبرر لنفسه صحة أفعاله، نعم فنحن في زمن الباطل يُرى حقًا، والحق يُرى باطلاً، هذا ما قاله رسولنا الكريم.
ولذا، يجب علينا جميعًا توجيه صرخة قلمٍ لمجتمعاتنا الإسلامية، من أجل أن تعود لقيم ومبادئ وأخلاق ديننا الإسلامي، والاقتداء برسولنا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام.