هل نحن مُسلمون بالوراثة؟

بقلم – غادة عبده:
أرى في مجتمعاتنا الشرقية ـ وقتنا الحالي ـ حالة من الفصام؛ ما بين المعتقدات الدينية والتدين، ومفهومه الحقيقي لدى الكثير منا، وما بين تشوه في الأفكار والأفعال وأيضًا الأقوال.
البعض تجده متديناً ظاهرياً ومؤدياً للفرائض دون أن ينعكس ذلك على سلوكه واخلاقة في تعاملاته مع الآخرين، ودون أن يؤثر في نقائه الداخلي وسمو روحه والترفع بها عن كل ما يغضب الله ورسوله الكريم، وهؤلاء الأشخاص لديهم حلقة مفقودة في فهم الدين الإسلامي والتدين الفعلي شكلاً ومضموناً.
الإسلام ليس فرائض تؤدى فعلاً وحركات منفصلة عن أرواحنا وأخلاقنا، فالأخلاق والفرائض وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن أن نجد إنساناً متزناً فعلياً بواحدة منهما، فالفرائض والعبادات فرضت من أجل السمو والارتقاء بالذات والروح.
فإذا لم تؤثر صلاتنا وسجودنا بين يدي الله على أخلاقنا في التعامل مع الآخرين، وإذا لم ترقق قلوبنا وتنزع منها أي ذرة كبر أو قسوة أو عصبية فنحن إذا مسلمون بالوراثة، وليس بمؤمنين، وشتان بينهما.
فالمسلم الحق هو مرآة دينه يعيش في حالة من السلام الداخلي ينعكس على العالم أجمع ويجعل الجميع يرى دينه في أخلاقة وأفعاله ويكون سفيراً لدينه سواء كان ذلك من خلال (فيسبوك) أو مسافراً لبلاد غربية مقتدياً بالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.
وأخيرا أقول: أخلاقك تدافع عن دينك وتدعو له وصلاتك وعباداتك لك أنت وحدك.