
حوار – هند حسن:
محمد مرسي مخرج، من مواليد الإسكندرية، ابن المخرج مرسي إبراهيم، والذي صاحبه معه في جميع المسارح حتى عشق المهنة منذ عمر ٥ سنوات وتطورت موهبته حتى أصبح يشغل مناصب في إدارة المسارح في القاهرة والإسكندرية وتتلمذ على يده العديد من المواهب الشابة الصاعدة في مجال المسرح والتمثيل، أجرت “المنتدى” معه الحوار التالي..
• من فعاليات اليوم الرابع في عرض يهودي مالطا على مسرح ليسيه الحرية حدثني عن العرض وهدفك الإخراجي؟
هو نص للكاتب الكبير “كوليتسوفر مارلو” والذي تم نشره عام ١٥٨٩ ويعد هذا النص من الكلاسيكات كما اتهم بسببه “شكسبير” بالسرقة حينما كتب نص “تاجر البندقية” وتدور أحداث “يهودي مالطا”، حول ألاعيب اليهود وكيفية تمكنهم من العالم عن طريق تدميره استنادًا لمنطق ” الغاية تبرر الوسيلة ” كما قال الفليسوف “ميكافيلي”.
ظهر ذلك من خلال شخصية، “براباس” اليهودي الذي يقوم بالوقيعة بين الأشخاص والدول، ويقتل البعض، وقصدت في شخصية براباس إظهار رمز الكيان الصهيوني من خلال البحر أو البترول أو التكنولوجيا وهنا جاءت رؤيتي الإخراجية في إبراز ذلك، والذي ساعد على هذا أيضًا التوفيق في تسكين جميع الشخصيات بداية من بطل العرض الفنان سامح بسيوني.
• متى بدأت مسرح ومن قدوتك؟
بدأت في سن ٥ سنوات مع قدوتي ووالدي مرسي إبراهيم، حيث بدأت التمثيل وأنا طفل وحصلت على جوائز ٦ مرات على التوالي، ثم انطلقت إلى الإخراج، في سن ١٦ عامًا وأول عمل إخراجي لي “المساجين” وبعد ذلك أعتمدت في وزارة الثقافة في سن ١٩ عام.
والتحقت بكلية الآداب قسم المسرح بعد إنهاء كلية التربية الرياضية وحصلت على درجة الامتياز في الإخراج، كما حصلت على جائزة في المهرجان التجريبي عام ٢٠٠٨.
• ماذا تعلمت من والدك مرسي إبراهيم؟
تعلمت الانضباط والتصميم على هدفي مهما كان والاجتهاد المستمر وتنفيذ ما يدور في خيالي، مثلما حدث في عرض “يهودي مالطا”، بإنشاء حفرة في منتصف خشبة المسرح وصممت على ذلك وبالفعل تم بنجاح وكذلك من قبل قمت بإعداد مطر في أحد العروض وأصبحت أول مخرج يقوم بذلك على المسرح.
• ما أكثر اتجاه لك في المسرح؟
لا يوجد لدي أي اتجاه وهذا ما يميزني، فلدي تجارب عديدة في الكوميديا، كلاسيكيات، تجارب للتراث مثل “خالتي صفية والدير” وأيضًا في “الفانتازيا” مثل “يهودي مالطا”.
• ما يعجب محمد مرسي في المسرح وما الذي لا يعجبه ؟
كل ما يجذب عقلي يعجبني ولا يعجبني المراهقة في العروض المقدمة ولا أحب الأعمال المسرحية التي ليست لها هدف، فيها مشاهد فقط دون قصة أو هدف، ويظهر ذلك دائمًا في العروض المتقدمة للمهرجانات، بالرغم من وجودي أحيانًا في لجان التحكيم ولكن هذا ليس مقياسًا والنتائج تختلف من شخص لآخر.
• ما توجيهاتك للشباب الموهوب عن كيفية التمثيل في المسرح؟
بالطبع يكون على عاتقي مسئولية كبيرة في ذلك الموضوع، فبعد عودتي من القاهرة، عندما كنت مسئول عن مسرح قصر الأمير طاز، وجئت إلى الإسكندرية وأصبحت مدير مسرح مركز الإبداع وأول قرار اتخدته كان إنشاء ستديو الممثل وتم إعداد ٨ من الدفعات.
ويتم تدريبهم لمدة عام على أيدي مدربين في كافة المجالات الفنية من التمثيل والغناء والرقص والحكي والموسيقى وورش في اللغة العربية، وكذلك أنشئت ورشة “بنبدأ حلمك” وورش للأطفال.
• ما العمل الذي يعتبر نقطة تحول في حياة محمد مرسي؟
العرض التراثي “خالتي صفية والدير” من تأليف بهاء طاهر، والذي تم عرضه لأول مرة في الإسكندرية عام ٢٠٠٨ وأخذ جائزة أفضل عرض في المهرجان التجريبي الدولي، بعد ذلك تم إعادة العرض على المسرح القومي بنجوم مصر: “الفنانة صابرين، الفنان صلاح رشوان رحمه الله، الفنان علي، عبد الرحيم، الفنانة لقاء سويدان، الفنان هشام عبد الله والفنان ياسر علي ماهر”.
واستمر عرضه لمدة سنتين على التوالي وحضر العرض العالم أحمد زويل رحمه الله وأشاد به وبعد ذلك حضر العرض الفنانون: “يحيي الفخراني، ومحمود حميدة، وحسين فهمي والبابا شنودة، والشيخ أحمد الطيب، ومجموعة من وزراء مصر”.
• ما العمل الفنى الذي قمت بإخراجه وكان قريبًا من قلبك؟
أقرب عرض إلى قلبي هو “قاع” وتدور أحداثه عن الحياة منذ البداية حتى الوفاة وصراع الإنسان مع الشيطان وكان ما يميز العرض أنه كان يواكب ما يحدث في الواقع في نفس وقت عرضه.
• حدثني عن الفترة التي عملت بها في التلفزيون؟
كان في برنامج عام ٢٠٠٥ مع الفنانة علا رشدي وبيسو والفنانة حنان يوسف، حيث ترشحت للبرنامج بعد تمثيل دور في فيلم عام ٢٠٠٤ مع المخرجة أسماء البكري وحصلت على جائزة فيه، ثم رشحني أحد الزملاء المساعدين في الإخراج لهذا البرنامج، ولكنني لم أشعر بالاستمتاع مثلما أشعر في الإخراج، وأريد أن أمثل في سن أكبر من سني الآن لدور يناسبني أكثر.
• ما رأيك في أزمة دور العرض الحالية؟
مسارح عديدة أُغلقت في الإسكندرية مثلت وأخرجت عليها وأنا صغير، مثل مسرح: “إسماعيل يس، العبد، الريحاني، السلام”، بالتأكيد ليس لدي السلطة لإرجاعها ولا أي شخص آخر، لأنها ليست ملكنا، ولكن أصحاب أملاك تلك المسارح المتحكمين فيها.
• ما أهم التوجيهات المستقبلية نحو المسرح في الفترة القادمة؟
الدكتور أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية،التي انتمي إليها منذ عام ٢٠٠٦ فخور بوجوده وجهوده المستمرة نحونا ونحو المسرح ومن أهم التوجيهات القادمة هي إنشاء دار عرض تابع لنقابة المهن التمثيلية في الإسكندرية والقاهرة.