خبراء: «الجندي المصري نفذ مهمته وبلاش ننفخ في النار وننسى معاهدة السلام»

كتبت – حنان عاطف:
قال الدكتور نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية، لـ”المنتدى” إن الجندي المصري الراحل محمد صلاح، الذي قتل 3 من الجنود الإسرائيليين، وأصاب جنديين، كان يؤدي واجبه، ولم يتحرك لهواه الشخصي.
وأردف: “لو على الوطنية كل مصري صدره يشتعل وطنية تولع إسرائيل باللي فيها، إنما فيه التزام قانوني بينا وبين جار، آه كان عدونا في وقت من الأوقات حاربناه وانتصرنا عليه ورجعنا أرضنا.. ولكننا دولة تحترم تعهداتها ومواثيقها والقانون الدولي تمامًا”.
وأكد على ما بيننا وبين إسرائيل من معاهدة سلام، وضرورة احترامها أيًا كان، راويًا أن كل ما في الأمر أن الجندي محمد صلاح كان يقف يحمي حدودنا ضد أي عمليات تهريب أو تخريب أو أي عدو يأتي من الطرف الآخر، وخلال ذلك اكتشف مجموعة مهربين للمخدرات، دخلوا الأراضي الإسرائيلية، ودخل وراءهم.
وأشار إلى أن الجندي ليست وظيفته أن يدخل إسرائيل، بمعنى أنه استمر في المطاردة فقط، لكن ما حدث هناك في ذلك الوقت أنه عندما دخل تبادلوا النيران فحدث الاشتباك عن طريق الخطأ، “لا هو رايح يضرب الجنود الإسرائيليين ولا هما بيضربوه علشان هو مصري وإنما هو فيه نوع من الخطأ حدث”.
وتابع نتيجة أنه كان أكثر تدريبًا ومهارة، استطاع أن يصيب الطرف الآخر، قبل أن يصيبه أحد، هذا كل ما حدث، إنما العملية في البداية كانت نتيجة لبس حدث وخطأ، “وهو مش شغلته يعدي الناحية التانية ويروح إسرائيل، ولكن دوره أنه يحمي حدودنا ويأمنها ضد أي عمليات تهريب أو عدوان يأتي من الجانب الآخر”.
وأضاف أن هذا ما ذكره المتحدث العسكري للقوات المسلحة، والذي لا ينبغي أن يؤلف كل واحد منا رواية غيرها، ومعنى أنهم سلموا جثته، ييؤكد أنه هناك نوع من أنواع اللبس حدث، لافتًا إلى أننا لا نستطيع أن نقف أمام الناس والقانون الدولي والمؤسسات الدولية، والأمم المتحدة بكل أجهزتها تراقب هذه العملية.
وقال مستنكرًا: “ونيجي ندعي بقى.. وآه ده بطل وداخل يضرب الإسرائيليين، أمال كنتم بتعملوا معاهم معاهدة سلام ليه طب.. ودخل ليه؟، طب معني كدة لو جندي إسرائيلي غلط وعمل كدة ماكنش حد هيدينه؟!، يعني هل كدة أحنا نقبل إن إسرائيلي يجي يعمل العملية دي عندنا؟!.. ماينفعش”.
وأوصى بأن نلتزم بما أذاعه المتحدث العسكري للقوات المسلحة بحيث أن نتكلم جميعنا بلسان واحد، مضيفًا: “وزير الدفاع عندنا كلم وزير الدفاع عندهم، أحنا عزيناهم وهما عزونا، يعني فيه عزاء متبادل، نتيجة أن ده حدث بالخطأ”.
وحذر: “بلاش نقعد نننفخ في النار ونبين كأننا أخطأنا.. أحنا بنلتزم بمعاهدة السلام، الناس هتنسى كل الكلام ده ويقعدوا يقولوا المصريين مالتزموش بالمعاهدة وتتحسب علينا مخالفة قانونية في الأمم المتحدة، لازم نعرف كدة، مش عايزين نورط نفسنا، الجندي بتاعنا عمل اللي عمله وصعد إلى خالقه وربنا يحاسبه شهيد أو بطل مش هندخل أحنا فيها”.
وأردف أننا لا نريد أن نصدر تصريحات تديننا أمام المجتمع الدولي، وإلا سنقيم حربًا بسبب حادثة فردية، ونحن في غنى عن ذلك، مصلحة الوطن أعلى وأكبر من مصالح الأفراد.
وذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى بل هي متكررة وحدث مثلها من قبل، جندي فعل مثل ذلك وقتل جنودًا إسرائيليين وحُكم عليه عندنا ودخل السجن، فلا يوجد مشكلة والأمر يترك لجهات التحقيق، والتي ستعرف بالضبط مجريات الحادث، ويجب علينا جميعًا والجانب الإسرائيلي أن نعمل على تلافي تكرار مثل هذا الحدث تمامًا.
فيما أكد اللواء حمدي بخيت، الخبير الاستراتيجي والعسكري، لـ”المنتدى” على حديث أستاذ العلوم السياسية في أن الجندي المصري “نفذ مهمته التي هو مكلف بها فقط.
وأوضح أن الجندي من قوة تأمين قوات الحدود، المنطقة ج، والتي تشتهر بأعمال التهريب، وعدم الاستقرار، ووجد خطأ من الأخطاء التي عند الجانب الإسرائيلي وتدخل فيه وضرب على المهربين الذين جروا في الاتجاه الإسرائيلي، نحو صحراء النقب.
واستكمل أن النتيجة كانت أن هذه النيران تعرض لها جنود إسرائيليون من حراس الحدود أيضًا، بجانب أن الجندي نفذ مهمته بشجاعة واقتدار ولم يهمل، أي توافر فيه كل المواصفات التي ممكن أن توضع في الجندي المرابط.
ولفت إلى أن التهريب يكون في بعض الأحيان متعمدًا، فهذه المواد المخدرة قد تهرب إلى مصر لتخريب شبابها، مرجحًا أن عمليات التهريب هذه تتم في حالات تكون فيها المناطق خالية، حيث تعبر الدوريات من هذه النقطة وترجع إليها بعد مدة، فهم يستغلون الفراغات الأمنية والزمنية في هذه الفترات ويحاولون أن يمروا بسرعة، لكنهم هذه المرة، لم يكونوا موفقين.
وتابع: “حيث إن كان يوجد جندي مصري مستيقظ على الحدود ومنع هذه العملية بتدخل حقيقي بالنيران”، فعندما هربوا ذهبوا إلى الداخل الإسرائيلي الذي أتوا منه، فالعملية هي في الأصل دفاع عن الحدود بواسطة قوات آخذة مهمة أن تتعامل مع المهربين وتسمع المتسللين، ولا يوجد شيء غير منطقي فيها، قائلاً: “لو كان فيه أي شيء ماكنش الجانب الإسرائيلي سكت، دول 3 قتلى و2 في حالة خطرة جدا”.
