جنايات الإسكندرية تحيل أوراق المتهم بقتل 7 من أسرته للمفتي.. تقرير

كتبت – حنان عاطف:
أحالت الدائرة رقم 34 بمحكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمد السيد محجوب، اليوم الأحد، القضية رقم 5973 جنايات ثانٍ الرمل، والتي يُحاكم فيها “ياسر.ع.ح”، 40 عامًا، أمين الشرطه؛ لاتهامه بقتل 7 أفراد وهم: “أبنائه الـ3، وزوجته، وحماه، وحماته، وشقيقُها”، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل نجله الرابع، لمفتي الجمهورية؛ لبيان الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 6 مايو موعدا للنطق بالحكم، وذلك خلال ثاني جلسات الحكم.
وكان وكيل النيابة العامة، قد طلب، في ذات الجلسة، بالقصاص العادل لمن قُتلوا غدرًا ردعًا لمن تسول له نفسه المساس بالأرواح البريئة، مردفًا إن المتهم استباح كل المحرمات، فحق عليه عقابه، طالبة بإعدامه لعل يكون ذلك رحمة له وقصاصًا لهم، مستشهدًا بقوله تعالى: “ولكم في القصاص حياة”.
واستهل وكيل النيابة حديثه: “طلقات أطلقها من سلاحه الميري، لم تصب أمًا أو جدًا وإنما أصابت وطنًا بأكمله”، إن هذا المتهم منذ فجر التحقيقات لم يختلف أحد من محيطه على سوء مسلكه، وفاقت شهواته كل المحرمات من: “علاقات محرمة، شطط فكري، هوس جنسي، تعاطي مواد مخدرة”، واقعة تجسد مأساة.
وتابع: أحدثكم اليوم عن “أسرة مفككة، وأهلها المجني عليهم، أرادوا الصلح بينهما، حتى دب الخلاف بينهم، وأبت الزوجة العودة إليه، وجهز مخططًا حدد فيه خطة الجريمة”، حاكيًا بداية وقائع القضية.
وأردف: لحظات نخاطبكم فيها باسم طفل شهد في طرفة عين ما لم يشاهده بشر، كيف قُتل بالرصاص الحي أسرته، ياسين شاهد العيان لهذا الجرم العظيم، يوم عيد ميلاد شقيقتيه، وحال نزولهم المصعد، جهز سلاحه، للجريمة وحذر طفله بأنه سيقتله، إن أخبر والدته بأي شيء.
وروى مشاهد بلسان الطفل، الذي شاهد والده يخرج من دورة المياه، يمسك أمه من شعرها يطرحها ارضا، ويضربها بالنار، وبعده يوجهه إليه، وأخرج خزينته الثانية على باقي المجني عليهم، ٧ طلقات على شقيقها، مضيفًا: 30 طلقة اخترقت أجساد المجني عليهم، وإرادة الله أن يظل الطفل الثامن حيًا شاهدا على ما اقترفه.
ولفت إلى أن المتهم هو من سلم نفسه للشرطة وأقر بارتكاب جريمته تفصيلاً في التحقيقات، بأنه فور تيقنه من استمرار رفض زوجته العودة إليه، بادرها بإطلاق الأعيرة النارية صوبها واتجه إلى غرفة النوم التي بها أولاده، وأبصر الطفلة وعد، واصابها وسقطت أرضًا، واتجه للأطفال الباقيين، وحتى انتهت الخزنة الأولى.
وذكر وكيل النيابة أنه لا يحمل مجال للشك أنه لم يكن يقصد ذلك فضلا عن شهادة ياسين والذي أوضح تفصيلا أنه اصطحبه وأخبره أنه سيقتله إذا استمرت في رفضها، وعلى لسانه قال: “لو أمك مارجعتش معانا هنموت كلنا، ولو قولت لامك اني جايب السلاح هقتلك”، مشهد يتجرد من مشاعر الإنسانية والأبوة.
وأردف أن الأوراق تنطق بشطط فكري وهوس جنسي وشذوذ في الأقوال والأفعال، والدافع من عملته هو محض الانتقام، فهو من بادر وأي منهم لم يبادره الاعتداء، وكما قال ياسين أنه من بدأ بإطلاق الأعيرة صوبهم.
وتحدث أحد المدعين بالحق المدني، عما صدر من أضرار مادية ملموسة للمكلومين الضحايا، قائلاً إن: “هذا السلاح الميري، تُرك للمتهم بحكم ظروف عمله، فهل السلاح يكون دائم مع المتهم أم على وزارة الداخلية الإشراف على ذلك”.
وأشار إلى أن الداخلية لم تصدر قرارًا بفصله إلا يوم الواقعة، موضحًا: “إن دل فيدل على محاولة التخلص من المسئولية الجنايئة من جرم هذا الشيطان”، مضيفًا: “أليست وزارة الداخلية مسئولة عن فحص تعاطي المواد المخدرة على العاملين تحتها، فهو على ذمة الداخلية ومتعاطٍ للحشيش”.
فيما طالب مدعٍ آخر برعاية النيابة العامة للطفل الناجي نفسيًا، الذي “لن يغيب عن عينيه هذا الحادث طوال حياته”، وكان المدعي بالحق المدني قد طالب بإعلان واستدعاء وزير الداخلية بصفته، كما طالب بتعويض مالي قدره 100 مليون جنيه.
وقال دفاع المتهم المنتدب من هيئة المحكمة، إنه كان هناك عشوائية في إطلاق النيران، وعند حديثه بوجود آفة عقلية أو نفسية، ردت النيابة أن المتهم ذاته رد عنها ونفى ذلك.
وظهر المتهم داخل قفص الاتهام، بالبدلة البيضاء، زي الحبس الاحتياطي، ممسكًا بالمصحف، صارخًا بكلمات عشوائية، هي: “اتكلم على 3 بس والـ4 أنا هجيب حقهم، حياتي الخاصة ماحدش له دعوة بيها مراتي وقعت تحت السحر”.
وتابع المتهم: “روحت وديتها شيخ وعالجها لكن مامشيناش على العلاج، أنا لا أخشى الموت، بس عايز أجيب حقها، القضية من تحت الأرض”، وطالب بوجود لجنة من حقوق الإنسان للنظر في تحقيقات النيابة
وكان المستشار حماده الصاوي، النائب العامّ أمر بإحالة المتهم لمحكمة الجنايات، حيث ألقت الشرطة القبض على المتهم بقتل 7 من أفراد أسرته وأسرة حماه، بمنطقة المحروسة الجديدة، التابعة لحي ثانٍ الرمل، في الإسكندرية، يوم الثلاثاء 7 مارس المنصرم، لوقوع مشكلات أسرية.
وتلقى اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة ثانِ الرمل، يفيد قتل أمين شرطة لـ7 أفراد، بشارع الكرامة، منطقة المحروسة الجديدة، دائرة القسم، وتحرر محضر إداري بالواقعة؛ لعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
ويُذكر أن القتلى هم: “الأبناء الـ3 آسر. ي. ع، وعد. ي ع، وآسيل.ي.ع، نورهان. م. ا زوجته، وسماح س.ا والدة الزوجة، ومحمد. ال.ح والد الزوجة، وأحمد. م. ال شقيقها”.