كاتبة: «لا يوجد حقيقة مطلقة في التاريخ»

كتب – يوسف رسلان:
قالت الكاتبة ريم بسيوني، خلال الندوة التي عُقدت في مكتبة الإسكندرية، ردًا على سؤال مُقدم الندوة محمود كشك عن مصداقية التاريخ، إنه “لا يوجد حقيقة مطلقة في التاريخ”، وضربت مثالًا على ذلك بقيام بدر الدين الجمالي ببناء أسوار القاهرة، مثل بابي الفتوح وزويلة، إلا أن كتب التاريخ الحديثة لا تعترف بأن منطقة الجمالية سُميت نسبة له.
وأضافت “بسيوني” أن الاعتقاد السائد هو أن منطقة الجمالية سُميت نسبة لتاجر مملوكي آخر، إلا أنها ترى أن هذا الاعتقاد ما هو إلا سياسي بحت، حيث تم إنكار بدر الدين الجمالي لكونه شيعي، وزيادة على ذلك عدم الاهتمام بالدولة الفاطمية في كتب التاريخ على الرغم من أهمية “الجمالي”، حيث أنقذ مصر من الشدة المستنصرية وكان أول من قسم مصر إلى محافظات.
وأضاف “كشك” قائلًا إنه بالإضافة لإشكالية الحقيقية المطلقة في التاريخ، فإنه يعتقد أن هناك أزمة في قراءة التاريخ في مصر، وهو ما أكدت عليه “بسيوني” قائلة إن أساليب تدريس التاريخ في مصر لا تشجع الطالب على القراءة والتعمق في هذا المجال، وهو بالتالي ما يعود بالسلب على شخصيات تاريخية مثل “الجمالي”.
وردًا على سؤال “كشك” فيما يخص الصراع بين الشرق والغرب، قالت “بسيوني” إنه “يوجد تواصل وليس صراع”، وقامت بضرب مثال على ذلك بالمماليك في روايتي “القطائع: ثلاثية ابن طولون” و”الحلواني: ثلاثية الفاطميين”، حيث كان هناك تواصل إنساني بين الشعوب.
وأضافت “بسيوني” قائلة إن “أي صراع هو نتيجة لضعف إنساني”، فلا مفر من الصراع حتى وإن كان طفيفًا، ولكن الحالة السائدة هي الاختلاف الذي يؤدي لحضارة، لذلك عندما حكم “جوهر الصقلي”، القادم من إيطاليا، مصر، كان لحكمه العديد من الإيجابيات.
وجاءت الندوة، أمس الخميس، ضمن فعاليات “لقاء مع كاتب” بمكتبة الإسكندرية لمناقشة ثلاثيات “بسيوني” التاريخية: “أولاد الناس: ثلاثية المماليك” و”القطائع: ثلاثية ابن طولون” و”الحلواني: ثلاثية الفاطميين”، حيث فازت “بسيوني” بجائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة عن “أولاد الناس” كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد فرع الآداب عن “القطائع”.