https://www.googletagmanager.com/ns.html?id=GTM-KQN7VXH
حوار

مايا زكي لـ«المنتدى»: «أُوظف الإعلام لجعل علاقاتنا سوية ومريحة».. صور

حوار – حنان عاطف: تصوير – نرمين محمد الدكروري:

في عمر التاسعة، أكتشفت موهبتها في الكتابة الأدبية قبل أن تدرس فنونها، لتطور فيها وتدرس مجال الإعلام وتتدرب على كل أشكاله “المرئي، والسمعي، والمكتوب”، وتوظفه لتوصيل رسالتها في مجال العلاقات لتكون سوية ومريحة، ولجعل “الميثاق الغليظ” الخاص بالزواج شيئًا له تقديره، ولتقليل نسب الطلاق، إنها مايا أحمد زكي، 20 عامًا، طالبة في قسم الإعلام، بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، تُسلط “المنتدى” الضوء على قصتها في الحوار التالي..

• متى بدأتي تكتشفين ذاتك؟

أنا مؤمنة إن أي إنسان لديه موهبة، ميزه الله بها، فيوجد من يكتشفها مبكرا، ويوجد من يكتشفها متأخرا ولكن هي على أية حال موجودة، واكتشفت موهبة الكتابة لدي عندما كان عمري 9 أعوام.

وكانت أكثر مادة أحبها هي اللغة العربية، وأول ما كتبته كانت قصة قصيرة لشخص يشكو للبحر همومه، وعرضتها على أهلي والمدرسين وأعجبهم أن طفلة استطاعت أن تفكر في هذه الفكرة واستخدمت بلاغة واستعارة قبل أن تتعلمها، وساعدوني، ورشحوا لي مجال المكتبة في المدرسة واشتركت فيه، ثم تطورت وقرأت كتبًا وذهبت لأماكن كثيرة لأخذ ورش للكتابة.

• من أين جاءت لك فكرة أول قصة كتبتيها؟

أول ما بدأت لم يكن لي أي مصادر أتعلم منها، فلا أعرف من أين جاءت لي الفكرة، ومن أي موقف كتبت عنه، هذا لأن معظم كتاباتي من الخيال.

• ما المجالات التي دخلتيها؟

الكتابة كانت البداية، بعدها دخلت مجال الإعلام، والذي نصحني الناس بدخوله، رغم إنني لم أفكر فيه قبل ذلك، ولم أحلم بأن أكون إعلامية، إلا أنني أحببته ووجدت أنه فيه جزء كبير من رسالتي في الحياة، فمن خلاله أستطيع  توظيفها في مجال العلاقات الذي أحبه جدًا، لتكون علاقاتنا سوية ومريحة أيًا كانت: “أخوة، صداقة، زواج”.

ولا انتظر مقابلاً من أحد لأن تحقيق الرسالة هو شيء بين العبد وربه، وإذا جاءت الأموال في المستقبل فتكون من عند الله، أيضًا أحب التعليق الصوتي، أشعر أنني بصوتي أستطيع إيصال رسائل، فليس شرطًا أن اكون  أمام الكاميرا لكي تصل رسالتي، كما أحب الإذاعة أكثر من التلفزيون، لأنني أستطيع أن أقول كل ما أريده بتأثير أكبر، وهذه المجالات موجودة في حياتي حاليًا.

• بعد اهتمامك بهذه المجالات جميعها، إلى ماذا قادتك؟ 

قُمت ببرنامج اسمه “مرايا” لمدة موسمين، يُعرض عبر صفحة على “فيس بوك” لها قناة علي “يوتيوب” وموقع، وكنت في البداية أعمل فيها محررة صحفية، وعندما رأتني رئيسة التحرير وجدتني مناسبة للكاميرا، فرشحتني لأن أعمل البرنامج، وهو مختص بأنني أستقبل مشاكل الناس وأحلها معهم في الحلقات.

وبالطبع من لايريد ذكر اسمه لا أذكره، لأنه شيء يخصه والخصوصية مهمة جدًا في الموضوع، أيضًا قمت بعمل برنامج إذاعي اسمه “سيرة الحب” للأسف لم يكتمل، سجلت منه حلقتين فقط، بسبب مشاكل في الراديو، وكنت أتناول فيه الأشياء المغلوطة التي نُسبت للحب والتي دمرت هذا المفهوم، وأعمل على موسم  آخر كامل.

• ما المصادر التي ترجعين إليها في تقديمك للبرامج وحل المشكلات؟

لدي مصادر كثيرة وأغلبها الكتب، وإذا لجأت لـ”يوتيوب” فيكون نقلاً عن أطباء مختصين في ذات الموضوع، أي كلامهم موثوق، أيضًا أتناقش مع أهلي فيما توصلت إليه وأستفيد من خبرتهم في الحياة.

أعتقد أن الكتابة الإعلامية تصل أكثر بكثير من الأدبية لأن الثانية قد يختلف علي حبها الناس، لكن الأولى أعتقد أن جميعنا نتعرض لوسائل الإعلام: “المرئية، أو المسموعة، أو المكتوبة”، سواء أحببناها أم لا.

• كيف تحققين التوازن في جميع هذه الأنشطة؟

الموضوع صعب، ولكن لا أجعل شيئًا يؤثر على شيء، مثلاً الدراسة بالنسبة لي أيضًا مهمة جدًا، لأنها أوصلتني لأشياء كثيرة، ودائمًا أستغل الفرصة المهمة؛ لأن الشخص الذي يأخذ أي فرصة أمامه يقل مجهوده، ويحدث له تشتت، ويؤثر على أشياء كثيرة في حياته.

ويرجع التوازن للشغف، فعندما تحبين شيئًا توظفين كل ما في حياتك له، مثلاً عندما أحببت مجال العلاقات عرفت أن أوظف له الإعلام بمختلف أشكاله، ونجحت الحمد لله أن أُوصل رسالتي بالمقالات والإذاعة والتلفزيون والشعر والكتابات الأدبية.

• ما الصعوبات التي واجهتك في طريقك لهذه المجالات؟

بالنسبة للشعر فكان أكثر المجالات فيه صعوبات تعرضت لها، فكانت أول حفلة أقف فيها على أحد المسارح الكبيرة في الاسكندرية، وقال المنظمون أنهم سيعرضون مواهب شابة كضيوف شرف في الحفلة، بمقابل مادي يدفعه الشباب، ويومها أُغلقت الستارة وانتهت الحفلة بعدما أداها المنظمون، وعادت لنا أموالنا.

وكان الأمر صعبًا نفسيًا لأنني استعددت له ودعوت أهلي، ولكني تقبلته لعلمي بأن فيه الخير  وأنه سيأتي يوم من الأيام، وأقف على المسرح ويكون مكاني الصح والوقت الصح، وأن علاقتي بالشعر أكبر من أية مواقف ممكن أن تحدث فأنا أحبه حتى لو لم أقف على أي مسرح، وفعلاً ربنا عوضني خيرًا، وأديت بعدها حفلات كثيرة ونجحت وأخذت فيها وضعي ومركزي، ولم أكن مضطرة إلى دفع أموال كثيرة، لأعرض موهبتي، بالعكس أصبحت هي التي تُطلب الحمد لله.

وعن الكتابة، فأول ما بدأت فيها، كنت أخسر في كل المسابقات، ولكن بعدها الحمد لله كسبت في مسابقات كثيرة على مستوى جامعة الإسكندرية ولدور نشر تابعة لمبادرات أدبية وبمراكز أولى أيضًا، وأما الصحافة فأحب عمل التغطيات، ولكن عندما أتحدث مع المصادر أحيانًا لا يريدون أن يصرحوا، لأسباب لديهم.

ونزلت أماكن كثيرة لم أجد فيها تقديرًا، بل وجدت أشخاصًا لا يعرفون أن يتعاملوا مع الصحفيين جيدًا، وعن الإذاعة والتلفزيون، فمعظم القنوات سواء فضائية أو محطات إذاعية في القاهرة، مما يـشكل صعوبة على البنات التي لا تستطيع أن تسافر، أو على الناس غير المقتدرة.

• كيف تحفزين نفسك لمواجهة كل تلك التحديات؟

أحب كل مواهبي وكل شيء أقوم به، وحبي لمجال العلاقات هو حبي لفكرة الحب أيًا كان حب: “الشغف، الحياة” ويصل السلام الداخلي رسائل خاصة إذا كان على الكاميرا فيظهر على  تعبيرات الوجه.

وعندما يخرج شيء من قلبك بالفعل وتفهمه جيدًا يصل، وهذه من التعليقات الإيجابية التي تأتي دائمًا، أن الرسالة تصل للناس، وهذا ما يسعدني جدا، أيضًا أحفز نفسي بأن ربنا كتب لنا الخير في كل شيء يحدث، ولا أنكر أنني أفقد الشغف أحيانًا.

فأنا أعطي لنفسي الوقت في كل شيء لتخرج من داخلي وتنتهي أي مشاعر سلبية سواء: “حزن، اكتئاب، أو فقدان شغف”، وأدعو الله أن يخلصني منها لأستطيع أن أساعد الناس وأوصل رسالتي، أيضًا نفسي لها علي حق وربنا سيحاسبني عليها فلا ينبغي أن أضغط على نفسي لأجل الناس، فيجب هنا التوازن بين الإثنين.

• من هو أكثر داعم لكِ؟

أهلي جميعهم، يشجعونني ويعطونني ثقة كبيرة لأنهم يعلمون أنني سأذهب للورش وأتعلم، وفي نفس الوقت سأركز في دراستي، وبالفعل أحاول أن أكون على قدر هذه الثقة.

• ما أهم أهدافك القادمة؟

أن أكون مدرب علاقات معتمد، إرشاد نفسي وأسري، أخذت “كورسات أونلاين” ومنها “كورس” تابع لمبادرة “مودة، وأدرس العلاقات نفسها كعلم لأستطيع أن أساعد الناس وأجعل “الميثاق الغليظ” الخاص بالزواج شيئًا له تقديره، ولنقلل من نسب الطلاق المنتشرة، أيضًا أهدف إلى عمل برامج تأهيل للمقبلين علي الزواج، بجانب عملي في الإعلام، فبالطبع أحب أن أكون مقدمة برامج، بدأت في المجال وإن شاء الله يتطور.

• أي مجال أقرب لكِ؟

 لا أستطيع الاستغناء عن أي منهم، جميعهم مايا، وأهتم بأي شيء به كتابة، وأسعى أيضًا أن يكون فيه كتاب ورقي مخصص يتكلم عن العلاقات للناس الذين لا يحبون الإذاعة والتلفزيون.

• ما رسالتك التي تريدين توصيلها للشباب؟

الخير والوفرة والرزق موجودون حتى لو أنت، معدم أو غير ملاحظ الخير، وهناك جملة أحبها كثيرًا تقول: “أصل الحياة الطيبة هي الخير والوفرة” وليس المعاناة، فبمجرد أن تضع هذه الفكرة أمامك تبدأ افكارك تتغير وترى الخير فعلا وعندما تبدأ تمتن للأشياء البسيطة حولك وتحمد الله، يزيدك من فضله وتصل لأشياء أعلى بكثير.

أهم  شيء الشغل على الأفكار ووضع الإيجابية بدلاً من السلبية ولاحظ الفرق بشرط تكون مقتنعًا، أنا لدي قائمة امتنان أحيانًا أعملها يومية ويوجد قائمة كبيرة وثابتة أزيد فيها كل فترة أشياء وبها النعم الأساسية التي رزقني بها الله أبسطها السمع والبصر واللمس والكلام، وأيضًا الناس الذين يفقدونها لو ركزوا وعملوا قائمة امتنان سيجدوا أشياءً أكثر من الناس الذين لديهم هذه النعم كاملة، وبإيمانك وظنك الحسن بالله ستستطيع أن تكمل لأنك تعلم أن القادم خير، وأنه لا شيء يحدث في الدنيا بغير لحكمة، فكلنا مخلوقون لنتطور. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى