https://www.googletagmanager.com/ns.html?id=GTM-KQN7VXH
حوار

طالب بالأكاديمية العربية يوظف أفكاره لتحسين حديقة حيوان الإسكندرية.. ويأمل تنفيذها.. حوار

حوار – حنان عاطف:

لم يزر حديقة الحيوان كغيره، يرى الحيوانات ويلاعبها ويطعمها ويلتقط صورًا معها فقط، بل إنه تعمق ووضع في اعتباره حالة الحيوان، إذا كان يشعر بالراحة أم لا، ومدى ملاءمة حجم وارتفاع محبسه والأرضية الذي عليها، ونوعية الأطعمة، وطريقة تقديمها إذا كانت تدفعه للنشاط أم لا، ومقدار جاذبية اللافتات الموضوعة عنه، لكي يكون الحيوان سفيرًا لنوعه.

لم يكن اهتمام، مصطفى أحمد سيد، ذو الـ24 عامًا، طالب مُقيد بكلية اللغة والإعلام، التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الإسكندرية، بالحيوان حديث اللحظة بل إنه عاشق له منذ طفولته، يبحث بشراهة عن كل ما يتعلق به، ليخرج بخطة لتحسين حديقة حيوان الإسكندرية، ويهديها لها؛ على أمل تنفيذها حين تتوفر إمكانياتها وظروفها، وفيما يلي نص حوار المنتدى معه..

• متى بدأ اهتمامك بالحيوان؟

كانت الحيوانات شغف حياتي منذ طفولتي، وبدأت أهتم بها بشكل رسمي، وأنا في الصف الخامس الابتدائي، فأصبحت أجمع الكتب وكنت في حالة بحث شره عن كل ما يتعلق بالحيوانات بشكل عام، وطوال عمري كنت أحلم بالالتحاق بكلية الطب البيطري، أو قسم علم الحيوان بكلية العلوم، لكن وجدت نفسي في مكان لم أكن مخططا له يومًا، وهو قسم الإعلام بكلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ولكن مع الوقت وجدت أنني أستطيع أن أوظف هذا المجال كسلاح لحماية الحيوانات، وأرى ان مشاعر الهاوي والشغوف هي الأنقى كونها بعيدة عن المصلحة والمادية.

• من أين جاءت لك فكرة وضع خطة لتحسين حديقة حيوان الإسكندية؟

أرى أن أي مهتم بالحياة البرية دائمًا عليه أن يبدأ من بيئته المحلية، ويتعلم منها ويهب لها نفسه، ويُكَون أفكاره منها وتمتد للعالم كله، فكان من أهم ما بدأت به هو حديقة حيوان الإسكندرية، التي زرتها وأنا طفل، لحبي للحيوانات، وانقطعت عنها فترة لأني كنت لا أريد أن أراها على الحالة التي تبعدنا عن احترام الحيوانات، ولذلك جاءت لي فكرة التحسين، حيث قلت إنه لا يجب أن افكر على المستوى العالمي، بل أهتم بمحافظتي أولاً، فوظفت كل أفكاري مع العلم لأضعه في قالب التحسين والإصلاح، ومن خلاله أصل لحماية الحيوانات.

• هل من الممكن أن تحدثنا أكثر عن الخطة؟

أولاً كنت مقترحًا تحسين مستوى المعيشة للحيوانات، مثلاً من خلال عملية تغيير بسيطة دون تكاليف، وهي تبديل محابس حيوانات من الحديقة بما يتناسب مع بيئتهم الطبيعية، فما كنت أعارضه هو أن محبس السلاحف مرتفع جدًا، وبيئته مناسبة للوعل النوبي، وأرى أن مجرد التبديل بين محسبهما يعتبر تحسينًا في حد ذاته.

ثانيًا أردتُ عمل رابط نفسي “جسر” بين الزائر والحيوان، من خلال “اليفط” والمعلومات المرئية الجذابة، التي تلفت نظره بقدر مايلفته الحيوان نفسه، وتفسر ما يراه بعينه، وبهذا يصبح الحيوان سفيرًا لنوعه، أي يفتح شهية  الزائر لأن يكون متحمسًا معه، ويتخيل أن تواجده ليس مقتصرًا على القفص فقط وإنما ينتمي لنوع يعيش في بيئة برية ونحن نحتاجه في بيئته، واعتراضي على “يفط” الحديقة الحالية أنها تعرض معلومات تخصصية مثل: “الأسماء العلمية، والتشخيص، والتصنيفات الأكاديمية”، وهي تفيد المتخصص وليس عامة الناس، بالإضافة إلى أنها منتشرة على الإنترنت وليست بالمعلومات الشيقة، وكذلك يفط المتحف الحيواني في الحديقة.

• هل عرضت الخطة على إدارة حديقة حيوان الإسكندرية وإذا تم ماذا كان رد فعلها؟

نعم وجهت لها خطة التحسين ولأعضائها شخصيًا وهي موجودة حاليا، وذلك من شهر سبتمبر الماضي، وللأسف الإمكانيات محدودة، إلى جانب أن الظروف التي تمر بها الحديقة حاليا ككيان حكومي يُؤجل التفكير في تنفيذ الخطة، لكن هذا لا يمنع من أن الفكرة موجودة وأنا قدمتها كإهداء للحديقة وكجزء من ممتلكاتها، على أمل أنه في أي وقت عندما تسمح الإمكانيات تُنَفَذ المقترحات، بالإضافة إلى أن تقدم هذه الخطة أداة مرجعية ومرآة للحالة التي يختبرها النشطاء والمدافعين عن الحياة البرية في هذه الفترة، فإذا افترضنا أن الخطة ستنفذ بعد 50 عامًا، وقتما  توفرت الظروف، وأنا لم أكن موجودا في الحياة، ولكني سأكون متوفيًا جسدا فقط، ومن يهتم بالخطة بعدي ينطلق منها.

• كم استغرقت خطتك من الوقت؟

لم تأخذ مني وقتًا طويلاً لأنني كنت أريد أن أنجزها في أقل وقت ممكن، فكنت في حالة عصف ذهني ، يتمثل في إنني آخذ كل معلومة وأضعها في قالب مقترح يناسب حديقة الحيوان، والجمهور وحالة البلد، وللأسف كنت محكومًا بالروتين والميزانية والمناقصة والإمكانيات المحدودة، وبسبب ذلك، تم اختزال الأفكار، في 3 أجزاء فقط، هي: تقفيصة “الباشروش، بيت الزواحف، والمرئيات المعلوماتية”، ومن هنا نستطيع أن ننطلق لأبعد ما يمكن أن نصل إليه، وننظر  للحيوان الذي في محبس على أنه سفير لنوعه، وبمجرد ما نتعاطف معه كعينة نستطيع التعاطف مع بني نوعه في البرية.

• ما مميزات خطتك؟

هذا المكان العتيق العميق، أي حديقة الحيوان، الذي ارتبط به الناس جيلاً بعد جيل، سيزيد ارتباطهم به، وسننعش حالة الحيوانات وننشطها، ونعكس صورة حسنة أمام الزوار من خارج وداخل مصر، خصوصًا أنني افردت جوانب خاصة في هذه الخطة للحيوانات التي تعيش في مصر فقط والموجودة في حديقة الحيوان، مثل “الكبش الأروي”، ورأيت أن ما تقدمه كثير من منظمات حقوق الحيوان في مصر، عملاً واقعيًا وأساسيًا جميعنا بالطبع نحتاجه، ولكن إذا قارناه بالواقع، نجد أنه صعب تنفيذه، كونه يعتمد على الشعارات المعتادة، البعيدة عن تفكير العامة، وما نريد أن نصل إليه لم يبق مجرد رفاهية أو عاطفة منا ولكنه شيئ ضروري لعلاقتنا بالحيوانات.

• هل لك من أنشطة في كيانات أخرى؟

نعم كان لي بعض الأفكار ولكن لم أنفذها وهي أعمال تشكيلية للتوعية بالانقراض وحقيقة تأثيرنا على الطبيعة، وستكون منصتها مكتبة الإسكندرية، إلى جانب أنني لي رحلات استكشافية قمت بها في محميتي: “أبو جالوم، ووادي دجلة” وأعمل على توثيق حالة الحياة الحيوانية بالصور والتسجيلات، وأنا حريص جدًا لأن أسلمها لقاعدة البيانات المعلوماتية لقطاع حماية البيئة التابع لجهاز شئون الدولة، إلى جانب وضعها في القالب الإعلامي الذي يمكن أن يكون مصدر وعي للعامة.

• ماذا تتمنى؟

أتمنى أن يعرف الجميع  أن حدائق الحيوان كمؤسسات ينظر إليها معظم النشطاء على أنها صناعة ربحية، والمحبون للحيوان فعلاً يهاجمون هذه الحدائق، وأرى أن خطتي لم تعمل على الحفاظ على الربح فقط وإنما ستزيده أيضًا، لأنه علينا أن نفهم أنه ليس شرطًا للربح أن نؤثر على شيء سلبًا، كما حدث في الثورة الصناعية التي أضرت بالبيئة، فنحن لا نستطيع أن نتنفس و نأكل أو نشرب مالاً، ويجب أن ندرك ضرورة الحفاظ على الحيوان حتى إن لم نحتك به، مثلاً علينا أن نقاطع المنتج الذي جاء من الصيد الجائر.

ما خططك القادمة؟

خططي المستقبلية التي أريد ان أقدمها لحديقة الحيوان أن أهتم بـ: “النمر، البابر، الضباع، المفترسات، الأصالة الشبكية، والتمسايح” لإيضاح كيفية التعامل معها لتكون سفيرة لنوعها، حيث تواجه في البرية ضغوطًا بشرية كبيرة، فالنمر مثلاً معظم الناس لن تتخيل أن 96٪ منه اختفى من البرية وللأسف ننسى فكرة أن الحيوان الموجود في القفص قد يكون آخر ما تبقى من بني نوعه.

• ما الرسالة التي تريد أن توصلها؟

أن نتذكر دائمًا أن علاقتنا بالكائنات في الحياة مثل علاقتنا بالطقس، فالفصول الـ4 مفروضة علينا، نحن لا نختارها، وهناك ناس ترحب بفصل وأخرى لا، لكن هذا لا يمنع أننا معترفون باحتياجنا لكل الفصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى