خبير فلسفي: «لدينا بنية تدعم الإرهاب والفلسفة تعالجها»

كتبت – مريم جمال:
نظمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الإثنين، ندوة «فى الحاجة إلى الفلسفة»، ضمن فعاليات معرض الكتاب فى دورته الـ١٧، بحضور الدكتور أشرف منصور، رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والدكتور حسين الزهري، أستاذ في الفلسفة الإسلامية، وتقديم مدحت عيسى.
وبدأ “منصور”، الندوة بتعريف ماهية الفلسفة قائلاً: “هى التفكير الحر، التفكير المنطلق من البدايات الأولى، دون مسلمات سابقة، كما أن الفلسفة هي نتاج الاحتكاك مع الحضارات الشرقية القديمة، وقد نشأت في الشارع، ثم اكتسبت الطابع الأكاديمي”.
وأردف “منصور” قائلاً: “نشأت الفلسفة على سواحل آسيا الصغرى، المطلة على بحر الإيجا، ونتيجة الاحتكاك بين الحضارات انتقلت من حول بلاد اليونان إلى داخلها، وليس العكس، ثم دخلت إلى أثينا، التي اتهمت الفلاسفة بإفساد عقول الشباب، وأعدمت سقراط”.
وأكمل “منصور” أنه لم يكن هناك فرق بين الفيلسوف والعالم قديمًا، إلى أن ظهر العلم التجريبي، الذي اشتق من العلوم الفلسفية، لذلك يطلق على الفلسفة اسم “أم العلوم”، ولكن فى العصر الحديث انفصلت الفلسفة عن العلوم الطبيعية واهتمت “بالميتافيزيقا”، مما جعلها أكثر تخصصّا.
وأضاف “منصور” أن الفلسفة ظهرت في الحضارة العربية على أطرافها، فى أقصى الغرب والشرق، مثل الأندلس وبلاد إيران، ولم تنشأ فى الوسط عند بلاد العراق ومصر، لتركز السلطة، والتي عكس طبيعة الفلسفة تحتاج إلى الحرية، والتي نشأ فيها فلاسفة الغرب، مثل: “بيكون، وهوبز، وديكارت”.
وعبر “منصور” عن مدى ضخامة التراث الثقافي الفلسفي، في البلدان العربية بداية من “الكندي” وحتى “الشيرازي”، مردفًا: “يعد تاريخنا الإسلامي أطول عصور الفلسفة بداية من اليونانية الكلاسيكية، والهلينستية، فقد استمرت كل منهما 5 قرون، ثم الفلسفة الوسيطة حتى القرن الـ13، والحديثة حتى القرن الـ19 ميلاديًا”.
وأنهى “منصور” حديثه بأن المفقود من موسوعاتنا العربية الفلسفية أكثر مما هو موجود، وأننا فى حاجة الى الفلسفة فى مجتمعنا، قائلاً: “نحن لدينا رجعية مجتمعية، وعقليات ماضوية، وبنية تحتية تدعم الإرهاب، وهذا لا يعالجه إلا الفلسفة”.
وأكمل “الزهري”، قائلاً إن الفكر الذي ينشأ في أذهاننا هو نتيجة نشأتنا، واللغة التي تعكس ما حولنا، فإن 95 ٪ من تفكيرنا هو تفكير ديني، قائم على رجل دين أو فقيه، قد شكل تفكيرنا عما حولنا.
ورأى “الزهري” أن الدين يختلف عن الفلسفة، فلا يوجد ما يسمى بـ”فلسفة الدين”، فهو واضح، وتكتسب فيه الأشياء لنفعلها، ومبني على التسليم، أما الفلسفة فيعتمد المنهج المنطقي، ويبحث عن الحقائق.
وأوصى “الزهري” في نهاية حديثه بضرورة تنشيط فكرة السؤال في مجتمعنا، فهو أصل الفلسفة، وقبول الإجابات غير المألوفة، وتقبل النقد والأدلة المنطقية.