«التربية الخاصة مهنة إنسانية».. ندوة بـ«الحرية للإبداع» في الإسكندرية
«التغيير سنة كونية»

كتبت – حنان عاطف:
نظم مركز الحرية للإبداع في الإسكندرية، ندوة بعنوان «التربية الخاصة وتطوير الذات» مساء اليوم الإثنين، حاضرت فيها اخصائي التربية الخاصة والصحة النفسية بالهلال الأحمر، الدكتورة هالة فهيم.
كما حاضر في الندوة التي حضرتها «المنتدى»، المدرب المعتمد من الاتحاد العربي للتدريب التربوي، الدكتور تامر ناجي الموافي، وأدارها المستشار الإعلامي، إبراهيم عبد الله، بحضور عدد من قيادات المجمتع المدني، وأبطال حرب الاستنزاف وأكتوبر.
وقدمت «فهيم» نبذة عن التربية الخاصة قائلة إنها تجارة مع الله سبحانه وتعالى، ومهنة إنسانية في الأساس، مُعرفة التخاطب وهو ليس بالكلام فقط وإنما بالإشارات أيضًا، متناولة المحاور الأساسية له وهي: «اللغة، والصوت، والكلام».
وعن تأخر اللغة والكلام، نوهت «فهيم»: «يجب أن يوجد حديث ولغة بين الطفل والأسرة، خاصة الأم فحتى وهو في بطنها تكلمه، وأن نسمي له كل شيء بمسمياته لنعلمه اللغة، فلا نقول أعطني هذه، بل نذكر اسمها»، مضيفة: «إذا شعرت بمشكلة للطفل أذهب به لطبيب أطفال».
وتحدثت «فهيم» عن التقنيات الحديثة المساعدة في العمل على أعضاء النطق، ومعالجة نقص الانتباه، موضحة مشكلتي الذاكرة السمعية والبصرية؛ فالأولى لا يستطيع الطفل فيها حفظ مايقال له، والثانية يصعب فيها تذكر مكان تم الذهاب إليه من قبل».
وذكرت «فهيم» علامات طفل التوحد، منها: «اللف حول نفسه، والمشي على أطراف أصابعه»، منبهة: «ولكن يُشخص التوحد بعد عامين ونصف، وعلينا أن نلاحظ هل إذا كانت الحركات مبالغ فيها أم لا، وكم مرة يكررها الطفل».
وأوضحت «فهيم» أن الطفل الذي يعاني من الحرمان البيئي يفتقد حصيلة لغوية، ومن ثم يجد صعوبة في الحديث مع الآخرين، فعندما يسأله أحد على شيء، لا يجب عليه وإنما يكرر الكلام.
وأكدت «فهيم» أن الطفل العنيد الشقي دائما ما يكون ذكيا وناجحا في دراسته، ولديه إحساس بالمسئولية موصية الأمهات: «أعطي له مساحة وحرية ليختار أشياءه وقراراته ولا تفرضي رأيك عليه».
ولفتت «فهيم» أن التبول اللاإرادي مشكلة نفسية أساسها في الأسرة، مثلا عندما يفضلون أحدا على آخر، مؤكدة: «التربية السليمة لها عامل، فلا نكتفي بدور المدرسة أو الحضانة»، موصية بـ: «منع السوائل الكثيرة عن الطفل، واستخدام سياسة التعزيز والمكافأة» منوهة: «لا تضربي طفلا تبول على نفسه أبدًا».
وعن السرقة والكذب لدى الطفل والشاب، شددت «فهيم» على ضرورة النقاش بطريقة عاقلة وذكية والاحتواء والاحتضان، واحترام خصوصية الطفل وعدم نصحه في العلن».
وفرقت «فهيم» بين الطفل الذي يعاني من فرط الحركة، والشقي، فالأول لا يستطيع أن يجلس أبدا ونجده يتحرك بلا هدف عكس الطفل الثاني، محذرة من أخذ الطفل للأدوية فورا أو الذهاب به لطبيب مخ وأعصاب، مردفة: «لا يوجد شيء اسمه مشكلة ليس لها حل، مثلا أي لدغة، عندما نشتغل عليها تذهب بالفعل».
ونقدت «فهيم» تصرف بعض المتخصصين حينما يربطون الأطفال بالكرسي ليجلسوا، قائلة: «هذا خطأ، فعلي أن أعوده على الجلوس ولو وقت قصير وأجلس بجواره، والهيه بالتلوين».
وتحدث «الموافي» عن تطوير الذات، والحلول للوصول لحياة أفضل وللتواصل الفعال مع الآخرين، والصورة الذاتية، وفهم النفس جيدا، موصيا بالاستماع، والابتسامة فهي تزيد من الاستيعاب والتركيز بنسبة 14%.
وأكد «الموافي» أن التغيير سنة كونية وأساس الحياة، وتطوير الذات هو الذي يصنعه، فإذا غيرنا فكرنا فإن كل شيء في حياتنا سيتغير، ويكون هذا على أسس، متحدثا عن طاقة الكلمة الإيجابية وتأثيرها، مضيفا: «المشاعر هي الموسيقى التصويرية في حياتنا كلها، فسلوكنا ناتج عنها».
وتكلم «الموافي» عن أهمية تكوين الصورة الذاتية لنا قائلا: «هي من أفضل ما نقوم به في حياتنا، فيجب أن أعرف نفسي أولا ماذا أحب أو أكره، وأرى نفسي هل أحبها أم لا»، لافتا أن كل شيء في حياتنا به توازن، فالأمر السلبي والإيجابي كلاهما إذا زاد يأتي بنتيجة عكسية» مشيرا إلى أن تعرضنا للمرآة وتقييم أنفسنا أمر مهم.