https://www.googletagmanager.com/ns.html?id=GTM-KQN7VXH
أخبار عاجلةصحةمنوعات

تحقيق.. الحالة النفسية للمطلقات بين الانهيار والصمود

كتبت – تجديد راغب:

الطلاق هو الإنهاء الرسمي للزواج القانوني، فتتأثر غالبية النساء عاطفيًا أكثر من الرجال، نظرًا لأن العاطفة لديهن كبيرة، وتؤثر جودة الزواج قبل الطلاق على كيفية تلقي ذلك الخبر، فالنساء اللاتي كن يعانين من الاضطهاد والعنف الأسري أكثر تقبلًا لفكرة الطلاق من غيرهن.

 ونجد أن معظم المطلقات باختلاف أسباب انفصالهن يتعرضن لأمراض نفسية صعبة، والطلاق هو الحلال الذي يهتز له عرش الرحمن، وإذا لم يتم احتواء المطلقة ومساعدتها وتقديم الدعم النفسي لها فسوف تقوم بتصرفات عدوانية بسبب نفسيتها السيئة، لذلك فمن الضروري معرفة كيفية التعامل مع نفسيتها السيئة بعد الطلاق، وأهم النصائح التي تساعدها على التجاوز، تناولت “المنتدى” هذا الموضوع في التحقيق التفسيري التالي..

وروت ليلى: “على الرغم من سعادتي بأنني تزوجت بعد قصة حب بدأت منذ براءة الطفولة، إلا إنني لم أكن أعلم أن إصراري على فكرة الزواج والسعي نحو هذا القرار سينقلب سلبًا على حالتي النفسية، فمنذ أن ارتديت الأبيض ودخلت حياتي الزوجية، وتعرضت للخذلان من شريكي عديم المسؤولية، وتحملت آلام الحمل، والولادة والأعباء والمسئوليات التي كانت تكلفني بها والدة زوجي بدون رحمة ولا شفقة”.

وتابعت ليلى: إنها هي من أصرت على الطلاق ولو عاد بها الزمن فإنها ستتخذ القرار نفسه؛ لأن الحياة مع زوجها لم تعد ممكنة، وتعترف بأنها ومنذ حصولها على أوراق الطلاق لم تفارقها حالة من المشاعر المتضاربة، والإحباط وبالرغم من الحالة النفسية السيئة التي تعرضت لها منذ طلاقها إلى يومنا هذا إلا إنها قررت أن تتخطى المرحلة الصعبة، التي بدأتها بالحب وانتهت بعكس ذلك، واليوم ترفض الزواج لتتفرغ لتربية طفلها ولنفسها.

وفي ذات السياق حكت منى درويش، المتحدث التحفيزي، ومدرب تطوير الذات قصتها مع الطلاق أو الصدمة كما تسميها، قائلة: “تزوجت عن قصة حب وارتباط دام طويلًا حيث واجهنا عقبات شديدة لنتزوج وبالفعل تم الزواج الذي نتج عنه طفل خلال أول عام، وتم الانفصال الرسمي بعد ثلاث سنوات من الزواج وبفضل الله ثم عائلتي التي احتوتني ومنحتني الطاقة الإيجابية، وتجاوزت تلك المرحلة”.

وتميزت “درويش” بشخصيتها القوية، التي ساعدتها على تخطى تلك المحنة النفسية قائلة إنها غير نادمة على قرار الطلاق وإنها وعدت نفسها بألا تنظر إلى الخلف بل تبدأ حياتها الجديدة بدون الماضي.

وأضافت “درويش”: “إنني اكتشفت في شخصيتي أمورا إيجابية لو كنت متزوجه قد لا أتعرف عليها ومنها قدرتي على التعليم والتدريس بجانب إنني أصبحت شخصية اجتماعية ومخلصة في علاقاتي، والأهم زادت ثقتي في نفسي وانطلقت في حياتي لنشر الطاقة الإيجابية من خلال برنامجي “نبض السعادة” على منصة “سعادة نيوز الإماراتية” على “الإنستجرام”.

وأكدت “درويش”: “بحكم إني متخصص نفسي فإن نفسية المرأة بعد الطلاق تكون سيئة جدًا، ويكون لديها تضارب في المشاعر ما بين أنها قررت أن تتخذه حلًا بعد محاولات مستميتة للإصلاح في العلاقة، وما بين مشاعر الحزن على انهيار الأسرة التى تمثل لها قيمة عليا، وأيضا ما بين خوفها من المجتمع والمستقبل المجهول.

وقالت “درويش”: “أن ضغط الأهل على المرأة بكل الطرق لاستكمال حياتها الزوجية هي برمجة سائدة في المجتمع فعندما يكون الأهل سيئين سوف تكون هي الضحية بلا اهتمام ولا مأوى ولا مساندة، مما يؤدي إلى حالة ندم المطلقة وجلدها لذاتها، الأمر الذي يحدث بشكل متفاوت من سيدة لأخرى”.

وأردفت “درويش” أن الندم على نصف الحياة أفضل من فقدان الحياة بأكملها، مؤكدة أن الوضع بعد الطلاق يكون مريحا لأغلب المطلقات لأنهم ابتعدوا عن أكبر سبب للحزن والتوتر.

وأوضح الدكتور خالد صقر، أخصائي التشخيص والعلاج النفسي: ” أن المرأة قد تصاب بعد الانفصال بالعديد من المشكلات النفسية منها رهاب الزواج أو الجاموفوبيا وهو الخوف من الدخول فى علاقة مرة أخرى بسبب الأثار النفسية السلبية للعلاقة الأولى، مما يؤثر على مشاعرها وحالتها النفسية بشكل مباشر، وأيضًا الاهتمام الزائد بالمظهر العام فشعورها بالإحباط والاكتئاب بعد الطلاق يدفعها إلى إثبات أنها مازالت تتمتع بأنوثتها”.

ونصح “صقر” المرأة المطلقة للتعافي والتغلب على مشكلة الطلاق أن تركز على الأمور الإيجابية حيث أن كل حالة انفصال أو طلاق لها إيجابيات وسلبيات، قائلًا: “إن المرأة بعد الطلاق تشعر بحالة كبيرة من الفراغ النفسي والعاطفي فيجب أن تشغل نفسها بممارسة الرياضة أو القراءة أو الاستثمار في أشياء إيجابية لذاتها” مشيرا إلى ضرورة الدعم النفسي الإيجابى من المحيطين؛ لمرور هذه الفترة بدون اضطرابات نفسية.

ونوهت الدكتورة أماني عادل، أستاذ الصحة النفسية، بكلية التربية، على أن قرار الانفصال ليس بالأمر السهل على الرجل و المرأة، فهو يؤثر نفسيا عليهما، لكنه في كثير من الأحيان يكون هو الحل الذهبي حيث يكون فرصة لبداية حياة جديدة مريحة.

وحذرت “عادل”: “يجب على الطرفين التفكير بعمق قبل الإقبال على فكرة الطلاق خصوصًا عندما يكون هناك أطفال” مضيفة: “وإصلاح الزواج في جميع الحالات ممكن في حالة أن كل طرف لديه الرغبة في ذلك وهو أفضل بكثير من إتخاذ خطوه لأبغض الحلال”.

وأكدت “عادل”: “أن تأثير الطلاق على الزوجة يكون من أقسى حالات الألم الداخلي عليها، ويؤدي إلى إنهيار ثقتها بنفسها واضطراب شخصيتها، بينما تأثيره على الرجل يظهر بعد مدة من الطلاق، حيث فقدانه لأسرته والرعاية التي إعتادها من زوجته”.

وأوصت “عادل” كل امرأة مطلقة حديثًا بأن تلجأ لفكرة التفريغ وتتكلم وتعبر عن نفسها مع شخص محل ثقة لسيتمع لها جيدًا أو تقوم بعرض حالتها لمتخصص نفسي لاتخاذ الإرشادات النفسية الجيدة لها؛ لتتغلب على الآلام النفسية وتتعافى أسرع.

وأكملت “عادل”: ينبغي على المطلقة أن تجاهد وتبدأ من نقطة الصفر لتستكمل حياتها، فعلى سبيل المثال، أن تقوم بدراسة تخصص تحبه أو العودة إلى العمل وذلك حتى تستطيع أن تسد إحتياجاتها المادية، وكذلك العودة إلى الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي مع الأهل والجيران والمحيطين بها للخروج من الأزمة خصوصًا بعد أول سنة من الطلاق”.

وأشار الدكتور محمد البدوي، أستاذ علم الاجتماع، بكلية الآداب، إلى أن الطلاق من أكبر المشكلات التي تواجه مجتمعنا العربي حيث أوضحت إحصاءات أن معدل الطلاق في مصر ما بين 60% إلى 70%؜ من إجمالي عدد المتزوجين في السنوات الأولى، مما يترتب عليه العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للأسرة بشكل عام وللمرأة بشكل خاص، فهي تتعرض لنظرة المجتمع لها كمطلقة، مما يحد من تفاعلها في المجتمع مع الأخرين، ويفقدها جزءا كبيرا من مكانتها الاجتماعية.

وأوضح “البدوي” أن تجنب الطلاق يأتي بداية من التنشئة الاجتماعية للأسرة وطريقة معاملة الزوج لزوجته، وتستمر في المدرسة والجامعة ودور العبادة، ولابد أن يكون هناك تغطية لموضوع التنشئة الاجتماعية في التفاعل بين الرجل والمرأة في وسائل الإعلام، موصيا بـ”حسن الاختيار، وضرورة وجود تكافؤ بين الزوجين في الجوانب الاقتصاديه والاجتماعية والثقافية”.

ورأى “البدوي” أن الوضع الاجتماعي للمرأة المطلقة متعلق بالعادات والتقاليد وطبيعة المجتمع، لكن اليوم أصبح هناك تقبل لها في المجتمع، وذلك لاتساع نطاق المرأة في كل المستويات في المجتمع الريفي والحضري.

ومن جانبها تكلمت الدكتورة ماجدة الشاذلي، مقرر المجلس القومي للمرأة، عن الدور الذي يقوم به المجلس في الإسكندرية، حيث يتخذ الإجراءات القانونيه للمرأة المعنفة، ويقدم مكتب الشكاوي للمرأة لمساعدة المطلقات، أو التي تريد رفع قضية خلع، أو طلب نفقة لأطفالها بعد الطلاق، ويساعد على حصول السيدات المطلقات لـ”معاش التكافل والكرامة”.

ولفتت “الشاذلي” إلى أن هناك جزء خاص بالعيادة الأسرية، لتتوجه السيدة المطلقة إلى أطباء نفسيين في المجلس، في حال تعرضها للعنف من زوجها السابق، وليتم مساعدتها في حل مشاكلها النفسية”.

ووجهت “الشاذلي” حديثها لكل سيدة تتعرض للعنف الأسري أن تتواصل مع مكتب الشكاوي عن طريق الخط الساخن 15115 ليتم التوصل إلي مكان تواجدها ومساعدتها.

واختتمت “الشاذلي”: “من مهام المجلس القومي للمرأة، التوعية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية وفقا لخطة الدولة 2030 وذلك لتعزيز مكانتها في المجتمع لتعيش حياة كريمة آمنة” مردفة: “إن الدور الأساسي للمجلس هو المساواة بين الجنسين، وفي نفس الوقت توعية الرجل لأهمية دور المرأة في المجتمع كشريكة لحياته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى