«تغذية المتوحد» محاضرة بـ«كاميرا إسكندرية» في قصر ثقافة الشاطبي

كتبت – حنان عاطف:
نظمت اللجنة الثقافية بنادي مؤسسة «كاميرا إسكندرية للفنون والثقافة» اليوم الإثنين، محاضرة بعنوان «تغذية مرضى التوحد»، داخل قصر ثقافة الشاطبي، حاضرت فيها دكتورة رحاب إبراهيم، الباحث بمعهد تكنولوجيا الأغذية، مركز البحوث الزراعية في المحافظة، وأدارتها الدكتورة فاطمة عبد العزيز، رئيس اللجنة.
وبدأت «عبد العزيز» اللقاء الذي حضرته «المنتدى» قائلة إنهم بالحديث عن موضوع تغذية المتوحد، سيكونون على مقربة من فئات المتوحدين، التي تمنت أن يكون لها انتشار وتوعية أكثر.
وعرفت «إبراهيم» مرض التوحد، وهو يعني الحالة غير السوية، والإعاقة في التطور، والاضطراب في الأعصاب، لعمر الطفل الذي يقل عن أو يساوي الـ3 سنوات، مضيفة: «ظهر مرض التوحد منذ 80 عاما تقريبا في العالم، وأول من اكتشفه هو العالم هانز اسبرجر، عام 1943.
ونوهت «إبراهيم» أن كل مريض توحد، له حالته الخاصة، وله تعامله المختلف، ذاكرة عوامل التوحد، وهما اثنان: «الوراثة، والبيئة الخارجية»، فالأول رأت عدد من الأبحاث عنه أن 90% من حالات التوحد ترجع لتعرض الأسرة للمرض، والثاني أكدت معظم الدراسات فيه على خطورة عنصر الزئبق، الذي يعد من المعادن السامة في جسم الانسان.
وتابعت «إبراهيم» أن عنصر الزئبق يصل لنا من الأسماك، و«ايثيل الزئبق» أو من الأم نفسها من خلال عامل الـ«RH» إذا كان سالبا، قائلة: «لذلك معظم تطعيمات الولايات المتحدة الأمريكية ليس بها زئبق».
وعددت «إبراهيم» أعراض التوحد وهي: «البكاء الدائم، والتركيز على شيء واحد طوال الوقت، واضطرابات الأكل، ونوبات الغضب والعدوان وإصابة النفس» لافتة إلى أن الأعراض تتفاوت في كل حالة.
ونفت «إبراهيم» فكرة وجود شيء يؤكد أن الطفل لديه توحد غير إدراك الأم نفسها، فمن عمر 4 إلى 6 شهور، من المفترض أن تلاحظ مدى انتباهه وتجاوبه وعدم تأخره في الكلام.
وأردفت «إبراهيم» أن تشخيص مرض التوحد، به مشكلة وهي أنه لا يشخصه طبيب واحد، بل يجب عرضه على: «طبيب نفسي، وأطفال، وتخاطب، وأنف وأذن، ورمد» مضيفة أن معظم المعايير التشخيصية التي اتُفق عليها هي 12 معيارا، وإذا أخذ الطفل درجة 6 من 12 يكون بالفعل لديه التوحد.
وأشارت “إبراهيم” إلى أن أكثر مشكلة تضايق الأم، بجانب إشارات الطفل غير المفهومة وتكرار كلماته، هي النمطية في الأكل، أي الاقتصار على أنواع معينة قليلة من الطعام، مضيفة: «لذلك يكون لديه مشاكل في الجهاز الهضمي، فمعظم الحالات تعاني من الانتفاخ، أو الإمساك، أو الإسهال، أو الارتجاع في المريء».
وأكدت «إبراهيم» أن مرض التوحد ليس له علاج إلى الآن، فمنظمة «الفاو» وغيرها لم تقل أن هناك علاجا معينا للقضاء على التوحد، وإنما توجد الأدوية أو الأعشاب للحد من أعراضه، لافتة أن مستوى ذكاء هؤلاء الأطفال يكون عاليا ومعظمهم يكونون موهوبين، ولذا يجب رعايتهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها في سن مبكرة.
وعرضت «إبراهيم» بعض الطعام المسموح به لمرضى التوحد، وهو كل أنواع الفاكهة والخضروات، ما لم يكن لديهم حساسية منها مستبعدة المواد الغذائية التي تحتوي على القمح والشوفان والشعير ومنتجات الألبان.
وأوصت «إبراهيم» بـ«خروج الطفل المتوحد، ومواجهته للمجتمع، وتدريبه على تلبية احتياجاته الشخصية بنفسه، وعدم تناوله الطعام الخارجي غير المعروف مصدره أو كيفية تصنيعه».
وتمنت «إبراهيم» من الحكومة: «تدعيم تحليل الهيموجلوبين لمرض التوحد؛ لتدارك أي مشكلة في بداية ظهورها، والتكفل بعلاجهم، واكتشاف وتنمية مواهبهم وتوفير المناخ الثقافي لهم».
وخلال كلمتها لـ«المنتدى» طالبت الدكتورة نرمين سويدان، مدير إدارة الأندية الاجتماعية بمديرية التضامن الاجتماعي، من الدولة التشابك والتعاون بين التربية والتعليم ومركز البحوث الغذائية، وكلية الزراعة التابعة له».
وتابعت «سويدان»: «وأن يكون هذا التعاون بجانب نوع من التأهيل النفسي والأكاديمي للمدرس والناظر والطلاب، لعمل ورشة عمل تفيد الغرض، وألا تكون مقتصرة على مريض التوحد كحالة، بل لكل أنواع الدمج القابلة للتعليم الأكاديمي».