
كتب – محمد الشامي:
تابع العالم العمليات العسكرية التي قامت بها روسيا في شرق أوكرانيا، شهر فبراير الماضي، وبالاطلاع على تاريخ العلاقات بين البلدين، سنجد أن علاقاتهما لم تكن دائما عدائية، رصدت “المنتدى” تاريخ العلاقات الثنائية بين طرفي النزاع في الأزمة الأوكرانية.
واتضح أنه في عام 1917 وبعد قيام الثورة البلشيفية التي اطاحت بالعائلة الملكية الروسية وقيام الاتحاد السوفيتي بقيادة “الفلاديمير لنين”، كانت علاقات الدولتين سلمية ولكنها لم تدم لوقت طويل، ففي عام 1920، اجتاح “الجيش الأحمر” أوكرانيا وتحولت العلاقات بينهما من خارجية إلى داخلية.
وعند سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، انفصلت أوكرانيا عن روسيا، ولكن حرصت الحكومات الروسية على إبقاء الود بينهما، وظلت العلاقات تعاونية بينهما إلى قدوم عام 2014 وقيام الشعب الأوكراني بثورة للإطاحة بالرئيس “فيكتور يانوكوفيتش”.
وعند حلول شهر مارس من نفس العام، عرض الممثل الروسي لدى الأمم المتحدة رسالة موقعة من الرئيس الأوكراني السابق إلى الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ليطلب منه دخول الجيش الروسي إلى الأراضي الأوكرانية.
وبالفعل اجتاحت روسيا شبه جزيرة القرم لأهميتها الاستراتيجية للدولة، وبسبب هذه الثورة فقدت أوكرانيا سيطرتها على المباني الحكومية والعسكرية في القرم، ويوم 18 مارس، ابرمت روسيا معاهدة لضم “القرم” ومدينة “سيفاستوبول” بعد قيامها باستفتاء أفاد رغبة القرم في الانضمام إلى روسيا.
وبدأت العلاقات بين أوكرانيا وروسيا تتوتر مع رؤية الأولى باحقيتها في حكم القرم، ورؤية الثانية بنفس الحق لها بنص المعاهدة القائمة، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير هي إعلان الرئيس الأوكراني “فلاديمير زيلينسكي” برغبة بلده في الانضمام إلى حلف الناتو الذي اعتبرته روسيا تهديدًا للأمن القومي الروسي نظرًا لطبيعة الحلف المعادية لروسيا.
وبعد ذلك الإعلان بدأ كلا الطرفين بحشد جيوشهم استعدادًا للقتال وبقيا على هذا الحال، حتى أتى اليوم الموعود ودخلت القوات الروسية شرق أوكرانيا في فبراير الماضي، وسيطرت على مدن: “خيرسون، وماريوبول، وخاركيف”.
ومع استمرار النزاع سيطرت روسيا على العديد من المدن الأخرى، ومازالت الأزمة مستمرة وتتصاعد بين روسيا وأوكرانيا، ولكن بدأت الدولتان خلال الفترة الأخيرة في طرح الحل الدبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة.