«النبي دانيال» شارع مليء بثراء التاريخ

كتبت – ندى عادل:
شارع “النبي دانيال” أقدم وأطول شوارع مدينة الإسكندرية، ويعتبر أهمها وأشهرها، يمتد من محطة الرمل حتى محطة مصر، وكان معروفاً في العصر اليوناني بأسم “الكاردو دي كومناس” له بوابتين، الشمالية وتُسمى “القمر”، والجنوبية وتُسمى “الشمس”.
عُرف فيما بعد بأسم “النبي دانيال”، وذلك نسبة لمقام المسجد الموجود في أول الشارع من محطة مصر، ولأصل التسمية نعود إلى “النبي دانيال” أحد أنبياء بني إسرائيل والذي يعود وجوده للقرن السادس قبل الميلاد وتتداول روايات أنه جاء للإسكندرية ودفن في المقام الموجود تحت المسجد بحوالي 5 أمتار لكن هذه الرواية غير مؤكدة وأقرب للخطأ؛ لأن “النبي دانيال” مات قبل بناء الإسكندرية بحوالي 3 قرون.
وعلى هذا فأن الضريح الموجود بالمسجد يعود لأحد شيوخ المذهب الشافعي وهو الشيخ “محمد دانيال الموصلي” والذي جاء إلى الإسكندرية في القرن الثامن وعاش فيها وبدأ يدرس علوم الفقه ثم توفى ودفن في المسجد ومن هنا جاء الخلط بين الاسمين وتسمية الشارع.
كما يوجد بالشارع العديد من المباني الهامة ففي بدايته يوجد “مسجد النبي دانيال، والمعبد اليهودي الذي تترد عليه الجالية اليهودية بالإسكندرية، وتوجد الكنيسة المرقسية أقدم كنسية في مصر وأفريقيا التي بناها القديس مرقس في القرن الأول الميلادي عام 43م، ويوجد به مبنى جريدة الأهرام، والمركز الثقافي الفرنسي الذى أنشئ عام 1886م”.
ويعتبر شارع “النبي دانيال” من أكثر الشوارع حيوية في الإسكندرية بسبب وجود المحال التجارية التي تبيع كل شئ على جانبيه بدءًا من الملابس والأحذية انتهاءً بالكتب والأجهزة الكهربائية.
وعندما أمر الأسكندر الأكبر ببناء الإسكندرية، تم بناؤها وفقاً للتخطيط الهيبودامي ويُعني “الشكل الشبكي” أو “رقعة الشطرنج” حيث كانت المدينة مقسمة إلى شارعين رئيسين أحدهما طولي والآخر عرضي، يخلق تقاطعهما ميداناً كبيراً في المنتصف، وأن شارع “النبي دانيال” جزء من الشارع الرئيسي الطولي الذي كان يمتد من شمال المدينة إلى جنوبها.