
كتبت – إيناس السواح:
لا نور للحياة ولا بهجة دون حنانها، ولا سعادة دون رضاها، هيَّ المعلمة والقائدة، وهيَّ السبب في قصةِ نجاح العديد من المُبدعين والمُبدعاتِ.. هيَّ المُربية، والمُضحية، والطباخة الماهرة، وصانعةُ الأجيال، ومن سواها؟ هيَّ الأُم..الكنزُ الثمين في كُلِ عائلة، والأمانُ من ظُلمةِ الحياة، والحضنُ الدافئ.
يوافق 21 مارس من كل عام عيد الأُم، وذلك تقديرًا وتذكيرًا لما تبذلهُ من جهود في تربية الأبناء، فكما قيل: “إن الجنة تحت أقدام الأُمهات” وهل تساءل البعض يومًا ماحكايةَ عيد الأُم؟.
بدأت حكاية عيد الأم مطلع القرن الـ20، عندما احتفلت بعض الدول بتكريم الأمهات لجهودهم وتأثيرهم الفعال في المجتمع، وظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم؛ لذلك أرادوا أن يجعلوا يومًا في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم.
وكان أول احتفال بعيد الأم عام 1908 عندما أقامت “أنا جارفيس” ذكرى لوالدتها في أمريكا، وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف بهِ في الولايات المتحدة، وقيل أنه عام 1912 قامت بإنشاء الجمعية الدولية ليوم الأم، لجميع الأمهات في العالم تكريمًا لجهودهم المبذولة.
وعندما أمتدت جذور فكرة تخصيص عيد للأُم في السنة، فأول من تبنى هذهِ الفكرة كانت مصر، وفي العالم العربي كان الصحفي المصري الراحل علي أمين مؤسس “جريدة أخبار اليوم”، ومع أخيه مصطفى أمين.
وكتب الشقيقان في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحون تخصيص يوم للأُم يكون بمثابةِ يوم كرد جميل لهن والتذكير بفضلهن، وبعد أن أجمع القراء، ونالت الفكرة إعجابهم، قُرر بعدها أن يكون 21 مارس عيدًا للأُم، وهو أول أيام الربيع، ليكون رمزًا للصفاء والإزدهار، فالأُم هي تمامًا كفصل الربيع تسقي بريق أعمارنا لنزهر ونلون الحياة بروحِ الإبداع والرقي والتقدم.