خبير نفسي بآداب الإسكندرية: «انفعالاتنا مشاعر طبيعية يجب تقبلها»

كتبت – حنان عاطف:
عقد مكتب العلاقات الدولية، في كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، ورشة عمل بعنوان «الصحة العقلية والنفسية في زمن كوفيد 19»، اليوم السبت، برعاية الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس الجامعة، والدكتور أشرف الغندور، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وأدارتها الدكتورة فيبي سعد عطا الله، مدير مركز الإرشاد النفسي، وألقاها الدكتور شادي بشاي، أستاذ مساعد علم النفس الإكلينيكي، جامعة ريجينا، بكندا.
وقالت الدكتورة أماني صلاح الدين، المدير التنفيذي لمكتب العلاقات الدولية بالكلية: «نتحدث عن الإدراك الواعي، لما سببته فترة كورونا، فأجيالنا، لم تتعرض لوباء، منذ فترة كبيرة، مما تعد تجربة صادمة»، مردفة أنه سيكون هناك تعاون مع جامعات أخرى، في تخصصات مختلفة.
وأشادت الدكتورة، جيهان محمود السيد، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، بفكرة مبادرة اليوم، من تعاون بينهم وبين متخصصين في جامعات خارج مصر، مضيفة: «لاسيما أن الموضوع مهم، فجميعنا عانينا من تأثير جائحة كورونا»، لافتة إلى أن الورشة ستكون باكورة لفاعليات أخرى في نفس المجال.
وأوضح «بشاي» علاقة الاكتئاب والضغط، واليقظة الذهنية، والإدراك الواعي، باضطرابات متعددة، في ظل جائحة كورونا، وكيفية إدارتها، واضعا مباديء رئيسية للمصطلحات السابقة، مؤكدًا أن كل مانمر به من انفعالات وفقدان وخسارة أشياء وأشخاص، ما هو إلا مشاعر طبيعية ويجب تقبلها، متكلما عن ردود الفعل من زيادة تلك الانفعالات، التي قد تؤدي إلى جلطات، وزيادة ضغط الدم، الناتجة عن محاولة مقاومة الجسم لتلك الانفعالات، موصيا، بتعلم كيفية مواجهتها، وعدم الهروب منها.
وأوضح «بشاي» الفرق بين الضغوط، ومسبباتها، ونتائجها على الشخص سلوكيا وانفعاليا وعقليا، من حروب داخل الجسم، نتيجة تفاعل الهرمونات والأعصاب، قائلا أن القلق حالة طبيعية، وهو مفيد لإنجاز بعض المهام، ولكن اذا استمر، بعد مرور تداعياته ، فهذا يكون الغير طبيعي، ويسبب أعراض كبيرة.
وتابع «بشاي» أن من اعراض الاكتئاب، ألا يكون لدى الفرد متعة فيما يقوم به من أعمال، قائلا: «أعتقد اننا جميعا نقوم بأشياء بلا شغف، ولكن يجب عمل مهام أخرى تسعدك، وعليك ان تعرف لماذا تقوم بكل ماتفعله، وتربطه بالهدف النهائي لديك، وأخذ هذا الفعل كخطوة لتحقيقه».
وأجاب الحاضرون، في الجزء العملي، خلال اللقاء، عن اختبار دولي، مُوزع عليهم، معطين لنفسهم درجات، لمعرفة حالاتهم النفسية على مدار الأسبوعين الماضيين،وأوصى المشرفون بعدم التفكير كثيرا في الاجابة، حتى تكون عفوية وصادقة، بالعلم بأن الهرمونات، والمشاكل الطارئة، عوامل لتلك الانفعالات.
وعرض «بشاي» أبحاثا توضح نسب الاكتئاب خلال فترة الـ«كورونا»، مضيفا أن أعلى نسبة في «الجندر»، معرضة للاضطربات، هي من النساء المضغوطات، وأن العزلة ميزتها في الوقاية من الوباء، ولكنه سبب للاضطرابات أيضا.
وقدم «بشاي» توصيات لنتعامل ونتكيف في ظل الجائحة، وهو عيش اللحظة والتمتع بها، فيجب ألا يخدع الإنسان نفسه، حيث إن من الطبيعي حدوث مشاكل نفسية وعلينا الاعتراف بها، وبدء التعامل معها، والتكيف معها برضاء وتقبل أن ماحدث قد انتهى.
وأوضح «بشاي» نقاط منها: أن المخ يرى صور ويضعها بجوار بعضها، ويصنع قصصا مستقبلية، وأن الحقيقة لا تكون نفسها لكل الناس، فكل شخص لديه تفكير بناء على خبراته وماتعلمه من أسرته، وأن تصرف الفرد لموقف ما، يكرره حتى وإذا كان خاطئا، فالمخ يصنع نموذج ويمشي عليه الفرد، كما أنه لديه رد فعل وصورة مسبقة، لكل شيء.
وطلب «بشاي» من الحاضرين، استشعار مثير ما؛ لاكتشاف الذات ورد الفعل من خلال الأشياء المحيطة بهم، بعد تحسسها، وتقريبها من حواسهم المختلفة، «الأذن، والأنف، والفم»، والتركيز مع مايفكرون فيه، ويسمعونه، ويشعرونه من: انفعالات، ومشاعر، وأفكار وسلوك، وتدوينها.
ولفت «بشاي» إلى أن الإدراك الواعي للحظة الراهنة وما نركز فيه خلالها، يعتمد على التخيل الموجه، ويقلل الاكتئاب، ونستطيع من خلاله التحكم أكثر، موضحا ان هناك تمارين لتعلم تلك المهارة، عن طريق الاسترخاء، والتنفس العميق، وإغماض العين، والتركيز فيما يشعر به البدن.
واختتم «بشاي» موصيًا بالتعاطف مع الذات، وعدم جلدها والصبر على التعافي والتجاوز، مؤكدا: «أفضل فعل لتجاوز الخوف من شيء ما، هو القيام به، فالأفكار الوهمية، بمجرد الاقتراب منها تختفي».