https://www.googletagmanager.com/ns.html?id=GTM-KQN7VXH
تعليم

أساتذة جامعيين وطلبة: «الملخصات الخارجية غير نافعة ولابد من وقفة ضدها»

كتبت – حنان عاطف:

الملخصات، أو أوراق المراجعة، أو أوراق الكورسات، أو المذكرات”، كلها مسميات لشيء واحد، بعض الطلبة تعتمد عليه، بديلًا للكتب الجامعية، فهناك من يشتريها رغبة منه، أو استسهالا، وهناك من يضطر لها في آخر وقت قبل الامتحان، آملا في النجاح، “المنتدى” تحدثت مع بعض الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، لإيضاح موقف كل منهم من تلك الملخصات، ومدى جدواها في النهاية، مستفيدة من خبراتهم، للوصول للفعل الصحيح، الذي يؤدي إلى التميز والنجاح على المستويين العلمي والعملي.

وتحدثت سارة القاضي، طالبة بكلية الفنون الجميلة، جامعة الإسكندرية، هناك من يضطر  لشراء “الملخصات” لعدم مقدرته المادية على شراء الكتاب لارتفاع أسعرها، وهناك من يشتريها “كسل” ولسان حاله يقول إنه سيذاكر الملخص، وفي النهاية سيأخذ الدرجة النهائية في المادة، ولكنه غير مقدر إنه من الممكن أن يحدث أي شيء خارج حساباته، وأن الامتحان من الممكن أن يأتي أغلبه خارج تلك الملخصات، مثلما حدث في دفعات أعرفها، وهناك من يشتريها، لصعوبة وتعقيد بعض الكتب الجامعية، وكثرة أعداد أوراقه، فيضطرون بعد شراء الكتاب أن يشتروها أيضا.

وتابعت “القاضي” إنها لا تفضل الاعتماد على الملخصات، كمرجع أخير، قائلة: “حتى وإن كان الكتاب به صعوبات، أحاول أفهمها وأبحث عبر الانترنت، غير أن الاعتماد على الملخصات به عيوب، حيث أشعر وكأن كلامها متناثر، غير مسرود بضمير، وإنما أعدت للمكسب فقط، وبالنهاية أرى إنها تؤثر على الدرجات بشكل كبير، ولهذا ألخص الكتاب بطريقتي، بعد قراءته جيدًا”، مختتمة: “لا أجد أحدًا نجح وتخرج بملخصات، وإن حدث، فهذا شيء سيء، لأنها غير نافعة”.

وأضافت راندا يوسف، طالبة بالمعهد العالي للنظم والمعلومات والحاسب الآلي، جامعة الإسكندرية، أن ملخصات المكتبات مجهولة المصدر يكون بها أخطاء وإجابات خاطئة، وأن أعضاء هيئة التدريس حذروهم منها، قائلة: “أفضل ملخصات طلبة الدفعة، لأننا نعرف جيدًا محتوى المادة، والأسئلة التي أكد عليها الدكتور، وبالفعل الامتحان يأتي من تلخيصنا، ولم يخرج عنه، ولكني لا أفضل الكتب، لأن كلام المحاضرة والإجابة المطلوبة في الامتحان تختلف عما هي موجودة في الكتاب.. نعم تكون في مضمونه، ولكنه به معلومات إضافية وكثيرة علينا، غير إننا تسلمنا الكتب في وقت غير كاف لاستذكارها وتلخيصها”.

وأوضحت هدير حميدو، طالبة بكلية التجارة، جامعة الإسكندرية، نظامهم قائم على المحاضرات النظرية والعملية، وتدوينها، وأنهم ليس لديهم كتب، وإنما يوجد ورق الأساتذة تطرحه بالمكتبات به بعض النقاط الهامة، قائلة: “أرى أنها أضمن من الملخصات الخارجية أو ورق الكورسات، والمراجعات الذي به اختصار غير شامل للمادة، في حين أن ورق أعضاء هيئة التدريس به التفاصيل الدقيقة والصغيرة، المؤكد عليها، والتي يأتي منها الامتحان”، مُعللة سبب لجوء المشترين للملخصات، في إنهم لم يحضروا المحاضرات، كونها تمتد لـ4 ساعات، حيث إنهم يملون ولا يحبون التطويل.

وبسؤال الدكتور وليد النمر، المحاضر بكلية الحقوق، جامعة الإسكندرية، عن رأيه الشخصي، قال لـ”المنتدى”: “رأيي كباحث علمي، أن الكتب مهمة جدًا، وأنا أفضل التلخيص، ولكن يكون من الطالب لما قرأه هو بنفسه، لأنه دليل على الفهم، وإنما الملخصات الخارجية التي تنتجها المكتبات أو المراكز، فتكون بصورة تجارية، أي من يقوم بها يركز على أسئلة الامتحانات، والمراجعات، لكنه لا يركز على الناحية العلمية”، مضيفا: “القراءة تُفرق بين طلب فاهم وآخر لا، فبعض الباحثين أو الطلبة، تفوق الأساتذة في فهم المواضيع، ذلك لأنهم يقرؤون الكتب كاملة”.

وأكد “النمر” أن الطالب المتميز هو الذي يقرأ الكتاب ويلخصه بنفسه، لكن إذا لخصه له أحد، سيفوته الكثير، كأنه ينظر للقصة من زاوية واحدة، أو لجزء من الصورة، ولم ولن يراها كاملة أبدًا، قائلا: “على الطالب أن يبذل مجهودًا، فلا يوجد شيء بلا تعب، ويجب أن يكون هناك ألم، ومعاناة للنجاح، وعندما تقرأ شيئًا قليلًا، قدراتك تكون صغيرة، والعكس”، وهناك ما يعرف بـ”قصر الذاكرة”، فالمعلومات تخزن بطريقة عجيبة في مخ الإنسان، مردفًا: “من الناحية القانونية ملخصات المكتبات أو المراكز الخارجية، ممنوعة ويعاقب عليها القانون، حيث أنها تعتبر انتهاك للملكية الفكرية”.

ومن جهته، أوضح الدكتور عصام عامر، المحاضر بقسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، أن ملخصات المراكز والمكتبات، يقوم بإعدادها غير مختصين، حيث يقومون بالاستعانة ببعض الطلبة، والخريجين، قائلا: “إذا نظرت للأسماء الموجودة عليها، تجدها أن لا علاقة لها بأي شخص من فريق الجامعة سواء المعيدين أو أعضاء هيئة التدريس، وهي فقط وسيلة لجمع الأموال، حيث أن أصحابها يستغلون حاجة الطلبة وقت المذاكرة، والدليل أن معظمها بالنهاية لا تتطابق، مع ما يأتي في الامتحان، وأن من يعتمد عليها غالبًا يسعى للنجاح فقط وليس للتميز”.

وأكد “عامر” أن الطالب المتميز يدمج بين محتوى المحاضرات، وتلخيصه الشخصي، من الكتاب، وحينها يخرج بمحتوى مختلف، خاص به وحده، والأستاذ الجامعي عندما يُصحح يجد الإجابة متميزة، وهذا يفرق كثيرًا في درجة الطالب وتقديراته، قائلا: على مستوى التحصيل العلمي، والحياة العملية يكتشف المعتمد على ملخصات غيره أنه كان أسيرًا لها، ويصبح يندب حظه، ويقول إنه لم يستفد شيئا من الكلية”.

وأكد الدكتور طه نجم، أستاذ ورئيس قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، أن الملخصات، شيء خارج القانون، ويقوم بإعدادها طلبة وخريجون من دفعات سابقة، قائلا: “لفتنا نظر بعضهم مرات، ولكن هم بالطبع يكسبون من ورائها، ويضحكون على الطلبة الجُدد، ويستغلون جهلهم بالكلية والجامعة، وللأسف الشديد، معظم الطلبة التي تعتمد على تلك الملخصات، دائما ما يكون مستواهم العلمي متدنيًا، ويُمكن أن يرسبوا في النهاية” مردفًا: “لابد أن يكون هناك وقفة تضامنية، لمحاربة، بائعي هذه الملخصات، كونها تتعدى على حقوق الملكية الفكرية لأستاذ الجامعة”.

وتابع “نجم”: “يجب أن يكون هناك جهات تحافظ على حقوقنًا  الشخصية، قائلا: “فكرة أن طالب يأخذ كتابي ويلخصه ويبيعه لزملائه أمر غير منطقي ولا مقبول، ويهدم العملية التعليمية، ومهم للطالب أن يكون حريصًا على الاستذكار من المصدر الأساسي، وعلى حضور المحاضرات، خاصة أن الامتحانات حاليًا اتجهت لنظام الاختيارات من متعدد، الـ”ام سي كيو” والصح والخطأ، فهي لا تعتمد على الحفظ، والمخلصات فيها لا تنفع”، مردفا: “من جانبنا، فنحن مع إدارة الكلية والجامعة نحاول، لكن الأمر يحتاج لوقفة وتضامن بين الجميع، الطالب، والأستاذ، والجهات الرقابية الأمنية، ضد الذين يسمحون للمكتبات بنشر الملخصات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى