«المنتدى» تحاور استشاري باطنه حول المخاطر الصحية للـ«سوشيال ميديا»

حوار – حنان عاطف: تصوير – محمد صابر:
إذا تأملنا الوضع الصحي للمواطنين، قبل ظهور الإنترنت، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وما لحق به من تطور تكنولوجي، سنجد فرقًا كبيرًا، في شتى المجالات خاصة: “التعليم والصحة”، تحاورت “المنتدى”، حول هذا الموضوع مع الدكتور أحمد سامي البلبيسي، استشاري الأمراض الباطنية..
- بداية هل لظهور الإنترنت والتطور التكنولوجي أثر على صحة الناس.
بكل تأكيد، كانت صحة الناس قبل ظهور الإنترنت، أفضل، من حيث أدائهم في العمل، وتركيزهم، واتخاذهم للقرارات، وسلامة وظائفهم العصبية، وساعات نومهم، ولم يعد هذا موجودا الآن، فنحن لدينا أسمن سيدات في العالم، وفقا لمعهد “سياتل” 73% من السيدات المصريات يعانين من السمنة، و60% من الرجال، يعانون منها، وهذا سببه الاكتئاب، الناتج عن إدمان الـ”سوشيال ميديا”.
- ما رأيك بخصوص نظارات العالم الافتراضي الـ”ميتافيرس”؟
عند دخولنا في العالم الافتراضي، ودعوة زملائنا له، وعدم تحركنا من مكاننا، يحدث لنا كسل، وخمول، ونكون معرضين للجلطات والاكتئاب والسمنة، وتآكل المفاصل والعظام.
- ما الآثار الناجمة عن الاندماج في مواقع التواصل الاجتماعي؟
الانشغال بالواقع الافتراضي، ومتابعة الأحداث الكبيرة المروعة، يؤدي إلى شدة التوتر، والارتفاع في ضغط الدم، مما ينتج عنه مشكلات في القلب والكلى.. وغيرهما من الأعضاء العضوية.
- ما خطورة الـ”سوشيال ميديا” في مجال الطب؟
نجد شائعات طبية كثيرة عليها، ممن يزعمون إنهم أطباء؛ للإعلان والتربح، وفي الوقت نفسه كثير من الناس يصدقونهم، ويثقون في فتواهم.
- ما علاقة الـ”سوشيال ميديا” بالأمراض النفسية؟
الكثير من الناس، يستبدلون الأهل، الذين يسعون لمصلحتهم، بأصدقاء افتراضيين، والنتيجة إنهم يتعرضون في بعض الحالات إلى التنمر وكشف خصوصياتهم، واستخدامها استخداما سيئا جدا، وذلك يؤدي للأمراض النفسية.
- ما أنواع الأمراض التي تنتج عن الـ”سوشيال ميديا”؟
في الأساس تؤثر على النفسية، التي تتسبب في وفاة الإنسان، وقد تؤدي إلى الأمراض “الجسم النفسية”، لكنها لا تتسبب بشكل مباشر في حدوث الأمراض العضوية كأمراض القلب والكبد والكلى.. وغيرها.
- هل الأجهزة الإلكترونية تؤثر على القلب والمخ؟
جهاز الكمبيوتر وغيره من الأجهزة الإلكترونية قليلًا ما يؤثر على القلب، وإنما يؤثر على المخ، ولكن لم يحدث أنهم استطاعوا أن يثبتوا أن هذه الأجهزة تسبب أوراما في المخ، وإنما أجروا أبحاثا وتأكدوا أنها تؤثر على الأداء التحصيلي للطلبة.
- ما خطورة السهر أمام الأجهزة الإليكترونية؟
الإنسان الطبيعي يجب أن ينام وقت الليل، وهذا لا يحدث، وإنما أغلب الناس تبدأ متابعة الـ”سوشيال ميديا” خلال فترة الليل، فيسهرون، وتسبب قلة النوم توترًا، وعدم استقرار، وقلة تركيز، مما يصعب القدرة على الدراسة.
- ما المدة المناسبة لاستخدام الوسائل التكنولوجية دون أضرار صحية؟
رأيي الشخصي إن الوقت الذي أقضيه على الـ”سوشيال ميديا”، يجب ألا يزيد عن ساعة يوميًا، وهذا لأن ضررها يزيد عن فائدتها بكثير، ومن جانب آخر يوجد بعض الألعاب الإلكترونية التي تسببت في وفاة وانتحار بعض الناس، فحسب نوعية الفرد، إذا كان متزنا، ويستخدمها في التوعية، والندوات، والدروس العلمية، فيمكن أن يقضي وقتا أكثر عليها.
- بما تنصح الشباب؟
لا فائدة من النصيحة، الـ”سوشيال ميديا” أفسدتهم، وأبعدتهم عن تأثير الأسرة، التي تبغي مصلحتهم، وأصبح الشاب مؤذيًا لأسرته، وقلة نادرة تبحث في الجاد من الأمور، والأغلب يبحث في التافه منها.
- ما رؤيتك لإصلاح ما نحن فيه؟
الشيء الوحيد الذي أراه لإصلاح كل ما نحن فيه، هو أننا نصرف على التعليم أكثر من أي شيء، ووضعه رقم 1، ثم الصحة رقم 2؛ لأن بواسطته نستطيع أن نصلح عقول وتفكير شبابنا، فالمتعلم جيدًا، يحصل على وظيفة جيدة، ويكون معه أموال، وإذا احتاج لعلاج، يستطيع أن يعالج نفسه.