
تحقيق – مريم سعيد:
رغم أن الدولة تُشرع القوانين؛ لمعاقبة من يتسبب في تلويث البيئة؛ إلا أن نادي “وادي دجلة” الذي احتفل مؤخرًا بافتتاح فرع “محرم بك” وسط الإسكندرية، بعد إعطاءه التصاريح الكاملة بالبناء، من قِبل المحافظة، ومسئولي حي وسط، تجاهل تواجد أرض محطة “المناولة” لتجميع القمامة، الأمر الذي يُسبب أضرارًا بيئية، تؤثر سلبيًا على صحة الإنسان، “المنتدى“ تحقق في تلك القضية خلال السطور التالية..
في البداية اتهم بعض أعضاء النادي مسئولي دجلة، بالتلاعب بأرواحهم بعد اختيار موقع يٌمثل كارثة بيئية تعرض وأبنائهم للخطر، ولاسيما أن هذه الملاعب أنشئت لأجل المحافظة على الصحة العامة، وسبب في التعافي من الأمراض، وليس الإصابة بها، خاصة وأنه من خلال البحث تبين أن فرع محرم بك، يُعد ضمن 3 أفرع في الإسكندرية، لكنه الأوحد الذي يضم الملاعب الرياضية الخاصة بأفرع النادي بأكملها.
وعليه قامت مجموعة من الأعضاء، بتقديم شكوى لإدارة النادي، معبرين فيها عن استيائهم، من الروائح المسيطرة على كافة أركان النادي، لكنها كانت بلا جدوى، وذلك وفقًا لعضو النادي محمد محمود، والذي أكد عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”، أنه استغاث بوزارة الصحة، وسط تغافل تام لمسئولي نادي “وادي دجلة”.
ولإخفاق محاولات الأعضاء في التواصل مع مسئولي النادي، اتهم حسن أحمد؛ الذي يحمل عضوية رقم 00400146294-2 رئيس النادي بالإهمال؛ مبررًا ذلك بإصابة نجله بمرض جلدي، أثناء تواجده داخل أروقة النادي، حيث أكد الطبيب المعالج له أن ما أصيب به من مرض نتج عن لدغة من حشرة سامة، تتواجد في الأماكن شديدة التلوث.
فيما قام بعض الأعضاء بالاستنجاد بوزارة البيئة، وتقديم شكوى رسمية، حملت رقم 1341422 بتاريخ 21 أكتوبر 2018، مطالبين بنقل محطة “المناولة”، نظرًا لأن المدفن الصحي للقمامة موجود في مدينة الحمام؛ خشية منهم على صحة الأطفال والكبار؛ بسبب انبعاث روائح كريهة تجدب للحشرات السامة، والتي بدورها انتشرت في أروقة النادي بأكمله، والمنطقة السكنية المجاورة للمحطة.
وبسؤال الدكتور هاني عمارة، استشاري بوزارة الصحة تجاه التأثيرات الصحية والبيئية على المواقع المحيطة للنادي والمتأثرة بالسلب عن تَولُد الغازات الأفقية والرأسية، من مرادم النفايات، أكد أن تلك الغازات تضم غاز الميثان، وهو غاز عديم اللون والرائحة، وقابل للانفجار، عندما يتواجد في الهواء الجوي بنسب ما بين 5 إلى 15%.
وأضاف “عمارة” أن هذا الغاز يُمكن أن يسبب أيضًا حالات اختناق بين العاملين، أثناء صيانة غرف مرافق الخدمات، من كهرباء، وتليفونات، وصرف صحي، نتيجة انتشار وتسرب الغازات في المنطقة المحيطة بالمواقع، كما أن انبعاث الغازات ستؤثر صحيًا وبيئيًا، كانتشار الروائح الكريهة أو اشتعال المواقع.
ومن جهته قال المهندس أحمد سامح، مسئول بهيئة التخطيط العمراني: إن إعادة تأهيل مواقع النفايات إلى المنظومة البيئية تتطلب فترات زمنية طويلة، وذلك متوقف أيضًا على مساحة المواقع، وغالبًا ما تتراوح نسبيًا بين 30-20 عامًا، بعد إغلاق الموقع، لتنفيذ عملية إحلال التربة بإزالة طبقات منها، لأكبر عمق ملوث، واستئصاله من منبته، ثم الردم بتربة جديدة صالحة.
وبالتواصل مع المدير التنفيذي لمؤسسة الطاقة الحيوية بوزارة البيئة، الدكتورة علي أبو سنة، أكد حتمية نقل أرض “المناولة”، إلي مقرها الرئيسي خلال الشهور القادمة، مقترحًا فكرة زرع أشجار ذات روائح ذكية، حول أسوار النادي للحد من التلوث.
وبسعي “المنتدى” للتواصل مع مسئولي النادي، علمت أن بعض عمال “دي دجلة” يقومون برش مبيدات حشرية في الهواء لها رائحة اعتبرها بعض أعضاء النادي بأنها أسوأ من رائحة القمامة، فضلًا عن اتفاقهم مع مسئولي شركة النظافة بعد سير سيارات نقل القمامة من جانب سور النادي وهو ما لم يٌطبق كليًا على أرض الواقع.