
كتبت – رودينا فرحات وسارة عبد التواب:
نظمت كلية التربية الرياضية “بنات” بجامعة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان “القضاء على العنف ضد المرأة”، ألقاها استشاري تصميم برامج الوقاية من العنف – كريم محروس، بحضور الدكتورة نيڤين زيدان – وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والتي قالت: “إذا مارسَ شخص ما العنف ضدي.. فليس بالضرورة أن أبادله نفس النهج وأكون عنيفًا مثلهُ”.
وجاءت الندوة “التثقيفية” التي عٌقدت في مقر الكلية، تحت رعاية رئيس جامعة الإسكندرية – الدكتور عبد العزيز قنصوه، والقائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة – الدكتور محمد عبد العظيم، وعميدة الكلية – الدكتورة مها محمد أمين.
وبدأ “محروس” حديثه بالقول: “إن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة تم اعتماده منذ تسعينات القرن الماضي على مستوى العالم، وهو يوافق 25 نوفمبر من كل عام، وتم تخصيص اللون البرتقالي له كشعار للدلالة على شروق عهد جديد للقضاء على العنف بجميع أشكاله وصوره المنتشرة”.
وعرفَ “محروس” العنف بصفة عامةً بأنه “منع الشخص لاحتياجات آخر بصورة غير مُبررة”، مشبهًا العنف الظاهر بأنه مثل قمة جبل وسط المحيط، بينما ما تخفيه المياه عبارة عن عنف “ثقافي، وهيكلي” وهو ذاته الذي يوصل للعنف الظاهري.
واعتبر “محروس” “العزل الاجتماعي” بأنه عنف والمرأة عانت منه طويًلا حيث لم تأخذ حقوقها في الحصول على منصب قاضية سوى من عامين فقط، قائلا: “العنف ليس بالضرورة أن يكون جسديًا أو لفظيًا، فبعض أفعال الذكور ناتجة عن الضغط المجتمعي الذي يتمثل في جملة (لو معملتش كده أنت مش راجل)”.
وفرقَ “محروس” بين “العقاب، والعنف، والصراع، والنزاع”، قائلا: “الصراع هو أصل العلاقات الإنسانية، بينما النزاع ينشأ عندما يحدث تضارب في المصالح لأن المصالح هي محركنا الرئيسي، والنزاع ليس بالضرورة أن يكون سلبيًا”.
ولفت “محروس” إلى أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يَطال الرجل أيضًا – لكن ليس بنفس نسبة تعنيف المرأة؛ فالأنثى معنفة عالميًا بصور مختلفة، موجهًا سؤالًا للحاضرات “ماذا لو كُنتِ ذكرًا”، وطلب منهُنَ كتابة إجاباتهم في ورقة شخصية بهن، قائلًا: “جميع النساء مًعنفات فليًا بصورة أو بأخرى دون إدراكهن”.
وفندَ “محروس” أنواع العنف سواء كان بدنيًا أو نفسيًا أو جنسيًا “مباشر أو ترهيب” ضاربًا المثل بالختان الذي تم توارثه عبر الأجيال باعتباره سُنة نبوية في حين أن ذلك ليس صحيحًا”، بجانب “الضرب، والتحرش” الذي أوضحت الإحصائيات أن 98% من النساء في مصر تعرضن للتحرش على الأقل مرة واحدة، ناهيك عن “الاغتصاب، والزواج القسري، والاتجار بالبشر”، والعنف الرقمي الذي ظهر مؤخرًا كـ”التنمر، والتلصص، وكشف المعلومات الخاصة، والرسائل الغير رضائية”.
وأبدى “محروس” رضائه عن الحراك المجتمعي ضد التحرش منذ 2007 وحتى 2021 والذي كُلل بإصدار قانون منع التحرش عام 2017، مؤكدًا أهمية ترك مسافة “جسدية ونفسية” أمنة بيني وبين غيري كي لا أعنفه أو أتخطى حريته دون قصد.
وأعتبر “محروس” إجبار الطفل على التعبير عن نوع معين من المشاعر بأنه “عنف مباشر” وأن “التمييز، والوصم المجتمعي” صورة من صور العنف، لافتًا إلى وجود إحصائية توضح أن 60% من ضحايا الاغتصاب لا يبلغون عن ما يتعرضون له البلاغات خشية “الوصم الاجتماعي، ونظرة المجتمع، ولومهم للضحية”.
واختتم، استشاري تصميم برامج الوقاية من العنف، الندوة قائلا: “بعض مظاهر العنف تكمُن في الأمثال الشعبية” مثل: “لو مات أخوك انكسر ضهرك، ولو ماتت أختك أنستر عرضك” لذا علينا جميعًا نهج سبيل “التوعية، والتعليم، والتنسيق، والتعاون، والمواجهة”، وتبني بعض الشعارات مثل: “لا للصمت، والسكوت ليس دائمًا علامة الرضا، ونسمعها ونحميها، ومينفعش أحكم” لمواجهة العنف بشتى صوره.