خبير بالبحوث الزراعية: «عسل النحل حاضن لـ294 مركب حيوي»

كتب – بيتر مكرم:
نظمت مركز كاميرا إسكندرية للفنون والثقافة ندوة بقصر ثقافة الشاطبي، ندوة، الأحد الماضي، بعنوان “عسل النحل بين الإعجاز والطب البديل”، بحضور الدكتور محمد السيد مرسي، أستاذ متفرغ بمركز البحوث الزراعية في الإسكندرية.
وقال “مرسي”: النحل مقسم إلى ٢١ ألف نوع لكن نحل العسل ينقسم إلى: “نحل بري كبير، والذي يعيش في غرب الصين وتقريبا بالقرب من شمال الهند، ونحل بري صغير، والذي يعيش في الخليج، والنحل العالمي المنتشر في جميع أنحاء العالم.
وأضاف “مرسي” أن طائفة النحل مكونة من ملكة، ودورها وضع البيض وربط الطائفة، وشغالات دورها العمل والخدمة، وذكر دوره تلقيح الملكة، ويعامل الذكر معاملة الملوك إلى أن تتم عملية التلقيح، وبعدها يتم انقطاع الغذاء عن الذكور في عملية تسمى ب”مذبحة الذكور”.
وأكد “مرسي” على أن العسل الذي يجمعه النحل مستحيل أن يكون ملوثا من البداية، حيث يختبر النحل جودة العسل وفي حالة أنها وجدت، وتجبر النحلة جامعة الرحيق أن تتقيأه، وتقوم الشغالات برقصة “تغيير الموقع” فيغير النحل موقعه.
وتحدث “مرسي” عن النحل الكشاف الذي يستكشف المكان عند شروق الشمس ويبحث عن احتياجات الخلية، ثم تعود الشغالات الكاشفة وتقوم برقصة النحل والتي هي عبارة عن اهتزاز الجناحات مع البطن، والتي تربط يحسبها النحل في معادلة تساوي ٥٠ متر بين المصدر والخلية، مضيفا أن فون فريش هو من أكتشفها، وحصل بسببها على جائزة نوبل عام ١٩٧٣.
وقال”مرسي” أن العسل يتكون من رحيق ويتحول إلى سكريات محلية جلوكوز، بحوالي ٣٤% وفراكتوز بحوالي من ٣٨% إلى ٤٠%، وساكاروز بحوالي ٥% إلى١٠%، ويكون بذلك مجموع السكريات في العسل حوالي ٨٢%، ونسبة المياه حوالي ١٧%، و١% معادن ومركبات أخرى، مضيفا أن العسل عبارة عن بيئة حاضنة ل٢٩٤ مركب حيوي، وفقا لبحث لعالم ياباني أشار إليه، أشهرهم الأنزيمات، ومواد مانعة للتأكسد، وأحماض أنيمية وأحماض عضوية.
وحذر “مرسي” من وصول درجة حرارة العسل إلى ٦٢ درجة مئوية، حيث يفقد معظم مكوناته الحيوية، وأكد أن تسكير العسل يدل على جودته، مضيفا إلى أن عدم حدوث التسكير يدل على غش العسل.
ونصح “مرسي” بتناول عسل الموالح لمرضى العيون بينما نصح بتناول العسل الغامق لمرضى الحموضة، كما نصح بتناول ثلثين كوب ماء مخلوط بملعقة عسل ونصف لمونة كل ٦ أو ٨ ساعات للمصابين بالبرد، ونصح بتناول العسل لعلاج التبول اللاإرادي عند الأطفال، وتناوله بعلاج الاسهال والإمساك، قبل الطعام بحوالي نصف ساعة، ويفضل الأعمال الغامقة في هذه الحالة.
وأردف “مرسي” أن العسل يفيد مرضى الكلى وخاصة في حالة الإصابة بحصوات الكلى، كما هو مفيد لمرضى هشاشة العظام حيث تجعل مادة الجلوكوز في العسل الكالسيوم قابل للامتصاص، ونصح بتناول العسل بالبصل لزيادة المناعة.
واستكمل “مرسي” حديثه عن الأغذية اللي ينتجها النحل ومنهم غذاء الملكات، والذي يتم تجميعه بشيء مصنوع من الخشب أو الزجاج، ويحفظ خلال ساعتين إما في الفريزر أو داخل العسل، ونصح بتناول ١٠ جرام منه للشباب و٥ جرام للأطفال وكبار السن، كما تحدث عن البروبليس أو صمغ النحل، وهو عبارة عن إفرازات صمغية يجمعها النحل، لتعقيم وتدعيم العيون الثلاثية قبل وضع الملكة للبيض بها، ويساعد الإنسان في علاج الأمراض الجلدية، مضيفا أن تناول نصف جرام منه يساعد على تنظيم أنزيمات الكبد.
وتحدث “مرسي” عن شمع النحل، الذي يستخدمه النحل في تغطية العسل واليرقات، مضيفا أن مضغ الإنسان العسل والشمع يساعد في الشفاء من الجيوب الأنفية، ويقوي عضلات الفك، فضلا على أنه يعد المكون الأساسي للشمع المستخدم داخل الكنائس والمعابد، كما تحدث عن حبوب اللقاح، والتي تعتبر مسكن ومضاد للبول، كما تساعد في علاج النزيف الدماغ ونزيف شبكية العين والتهابات البروستاتا، لمن بشرط أن يديم مريض البروستاتا على تناوله لمدة شهر، ونصح بتناول ٢٠ جرام منه مرتين بعد وجبة الإفطار.
واختتم “مرسي” حديثه في الندوة، بالحديث عن سم النحل، والذي يستخدم في علاج أمراض كثير، ويتم العلاج به عن طريق “اللسع”، ويتم عمل اختبار لسع قبل العلاج.
وعدد “مرسي” ل”المنتدى” الأمراض التي يعالجها سم النحل، مثل جميع أمراض الروماتيود وذلك مؤكد والنقرص، ويساعد أطباء أمراض النساء في تثبيت الأجنة، كما يساعد العاملين في مجال الإنتاج الحيواني تثبيت الأجنة للحيوانات، مضيفا أنه هناك أقاويل غير مؤكده عن علاجه لمرض الإيدز والسرطان.
وعن أسباب ارتفاع أسعار منتجات النحل، قال “مرسي” “منتجات النحل تكون قليلة، فضلا عن صعوبة إنتاجها، فمثلا غذاء الملكات له أسلوب معين في جمعه، بينما العسل يكون إنتاجه أسهل وأعلى”.
وأضاف “مرسي” لـ”المنتدى”: “مشكلة الإنتاج تكمن في الزحف العمراني والتصحر، وعدم أتباع الدورة الزراعية التي كانت تتبع في الماضي، فكان معروف كم فدان برسيم يزرع، لكن الآن هناك مناطق كاملة لا يزرع فيها البرسيم، فكان الفلاح يزرع برسيم للطعام الحيوانات والمواشي، ويترك جزء رباية أي يُنتج منه نواره البرسيم، لكن ليس كل الفلاحين يفعلوا ذلك، فكان في الماضي يتم إجبار الفلاح على فعل ذلك، لكن حاليا لا“.
وأردف “مرسي”: في الخارج يطبق ما يسمى بالكثافة النحلية، وهي غير مطبقي في مصر”، ضاربا مثال لتوضيحها: ” مثلا لو هناك منطقة مزروعة مساحتها ١٠٠٠ فدان، يجب أن يكون في المنحل ٥٠٠ خلية فقط، وكل نبات له كثافة معينة، لكن هنا ممكن أن تجد ١٠٠٠ فدان موالح، وتجد مالا يقل عن ٢٠ ألف خلية، وذلك يؤثر على الكمية، فبدلا من أن تنتج مثلا الخلية ١٥ كيلو عسل، ستنتج فقط ٢ كيلو”.
وتابع “مرسي”: “نعمل حاليا على اكتشاف أنواع جديدة من النباتات وتوجيه النحالين لها، فيوجد الأمل فيها، ووصلنا حاليا لنبات فلفل الشينص أو فلفل عريض الأوراق، وهذا النبات يظهر في نصف سبتمبر ونفرزه في نصف أكتوبر، ونجلب منه إنتاج عالي جدا، وعندنا في قسم بحوث النحل بمركز البحوث الزراعية نوزع بذوره مجانا على النحالين، على أساس يزرع النحال شجرتين أمام المنحل، فيجلب له إنتاج ممتاز جدا”.
وعند سؤاله عن وجود عسل مغشوش في معظم المتاجر، قال: “لا أريد التحدث عن ذلك، لكي لا أثير غضب أحد، لكن تكلفة إنتاج العسل للنحال تتعدى الـ٥٠ جنيه للكيلو الواحد، فعندما أجد الكيلو يباع بأقل من ذلك يجب أن أشك في جودته”.