https://www.googletagmanager.com/ns.html?id=GTM-KQN7VXH
مقالات

شريان الحياة

بقلم – د. هشام فخر الدين:

تعد عملية بناء العقول أهم من بناء الأبنية والتشييد، فالتعليم هو الطريق الوحيد للنهضة والتقدم، والسبيل الذي لا غنى عنه لمحاربة السموم والخرافات.

ومما لا شك فيه أن بناء أي مجتمع يكمن في بناء أبناءه، فبناء الإنسان من أهم عوامل النجاح والتقدم والرقي، ولا يتم ذلك البناء إلا بالتعليم الذي يعد السبيل الوحيد للرقى والتقدم ونهضة الأمم، ولنا في تجربة نظام التعليم في سنغافورة خير مثل.

فتعد هذه التجربة واحدة من أفضل التجارب في العالم، فهي تعدّ من التجارب الرائدة التي تستحق الوقوف عليها من أجل الاستفادة منها، حيث أدركت حكومة سنغافورة أن مهمة التربية والتعليم تكمن في تكوين وبناء الإنسان السنغافوري، لتجعل منه عنصراً قادراً على المساهمة في تطوير مستقبل بلده، حيث تسعى وزارة التربية والتعليم هناك إلى مساعدة الطلبة على اكتشاف مواهبهم، واستغلال طاقاتهم بأفضل شكل ممكن، والتعلم أكثر، وتحقيق نتائج جيدة.

فهو نظام تعليمي متقدم بشكل جاد وواقعي، يقوم على مدارس وكليات ومعاهد متطورة، وأساتذة أكفاء، وتجهيزات وبنية تحتية متطورة، فضلاً عن توفير فرصًا عديدة ومتنوعة للطلبة لتنمية قدراتهم ومواهبهم، بالإضافة إلى تميزه بالمرونة الكافية التي تمكنهم من توظيف كامل إمكانياتهم.

ومن ثم أولت الحكومة السنغافورية عناية بالغة بالتعليم، باعتباره ركيزة أساسية للتقدم والتفوق، وتم تخصيص خُمس ميزانية الدولة للتعليم، على الرغم من معاناتها في الماضي من التدهور الاقتصادي والسياسي، وندرة الموارد الطبيعية بسبب الحروب والاستعمار، وما ألحقه بها من دمار قضى على الأخضر واليابس، إلا أنها تحدت الواقع حتى صنعت المستحيل، حيث أصبحت من أفضل دول العالم في التعليم.

حيث يوفر نظام التعليم في سنغافورة باختلاف أنواعه، سواء التعليم الخاص أو الحكومي أو الدولي؛ خيارات متعددة ومرنة في كل مراحله، بدءًا من مرحلة الحضانة والمرحلة الابتدائية وصولاً إلى المرحلة الثانوية وما بعدها.

فيهدف إلى بناء شخصية قوية للطفل، وتنمية مهاراته الاجتماعية، الأمر الذي يسهم في تحقيق نتائج جيدة أكاديمياً، ويتوافق مع احتياجات سوق العمل بعد التخرج، مع التركيز على التعليم الفني دون النظري وفقًا لاحتياجات سوق العمل وذلك بعكس ما هو الحال عندنا حيث يبلغ التعليم النظري 85% مقارنة بالتعليم الفني والذي تبلغ نسبته 15% من أعداد الخريجين، مما لا يتوافق واحتياجات سوق العمل، ويزيد نسبة البطالة لأن 85% تعلموا تعليماً نظرياً لا يتطلبه سوق العمل، مع هوس مشروعات الجودة وتشكيل لجان وإهدار للمال العام وهى مجرد تستيف أوراق، فشتان بين شريان الحياة هنا وهناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى